الناس أي أخذوا منهم ، و (من) ، و (على) يتعاقبان. قال الزجاج : المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل والوزن ، وأراد الذين إذا اشتروا لأنفسهم استوفوا في الكيل والوزن.
(وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣) أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦) كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧))
(وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (٣) ، أي كالوا لهم أو وزنوا لهم أي للناس يقال وزنتك حقك وكلتك طعامك أي وزنت لك وكلت لك كما يقال نصحتك ونصحت لك وشكرتك وشكرت لك وكتبتك وكتبت لك. قال أبو عبيدة : وكان عيسى بن عمر يجعلهما حرفين يقف على كالوا أو وزنوا ويبتدئ هم (يُخْسِرُونَ) وقال أبو عبيدة : والاختيار الأولى يعني أن كل واحدة كلمة واحدة ، لأنهم كتبوهما بغير ألف ، ولو كانتا مقطوعتين لكاتب : (كالوا أو وزنوا) بالألف كسائر الأفعال مثل جاءوا وقالوا : واتفقت المصاحف على إسقاط الألف ، ولأنه يقال في اللغة : كلتك وزنتك كما يقال كلت لك وزنت لك. وقوله : (يُخْسِرُونَ) أي ينقصون ، قال نافع : كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول اتق الله أوف الكيل والوزن ، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة حتى إن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم.
(أَلا يَظُنُ) ، يستيقن ، (أُولئِكَ) ، الذين يفعلون ذلك ، (أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) (٥) ، يعني يوم القيامة.
(يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) ، من قبورهم ، (لِرَبِّ الْعالَمِينَ) ، أي لأمره ولجزائه ولحسابه.
[٢٣١٥] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن المنذر أنا معن (١) حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه».
[٢٣١٦] أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الكشميهني أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن
__________________
[٢٣١٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري حيث تفرد عن إبراهيم ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
ـ معن هو ابن عيسى.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٩٣٨ عن إبراهيم بن المنذر بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٨٦٢ من طريق معن بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الطبراني ٣٠ / ٩٤ من طريق مالك به.
ـ وأخرجه البخاري ٦٥٣١ ومسلم ٢٨٦٢ والترمذي ٢٤٢٢ وابن ماجه ٤٢٧٨ وأحمد ٢ / ١٣ و ١٩ و ١٠٥ و ١٢٥ وابن أبي شيبة ١٣ / ٢٣٣ وابن حبان ٧٣٣١ والطبري ٣٦٥٨٥ و ٣٦٥٨٩ والبغوي ٤٢١١ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٤٢ من طرق عن نافع به.
[٢٣١٦] ـ صحيح. إبراهيم الخلال صدوق ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه على شرط مسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢١٢ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ١٤٢١ وأحمد ٦ / ٣ ـ ٤ والطبراني ٢٠ / (٦٠٢) وابن حبان ٧٣٣٠ من طرق عن ابن المبارك به.
ـ وأخرجه مسلم ٢٨٦٤ والطبراني ٢٠ / (٦٠٢) من طريق الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.
(١) تصحف في المخطوط «معمر».