[٢٣١٨] وجاء في الحديث : «الفلق حبّ في جهنم مغطى ، وسجين حب في جهنّم مفتوح».
وقال عكرمة : (لَفِي سِجِّينٍ) أي لفي خسار وضلال. وقال الأخفش : هو فعيل من السجن ، كما يقال : فسيق وشريب ، معناه لفي حبس وضيق شديد.
(وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣) كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤))
(وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ) (٨) ، قال الزجاج : أي ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت ولا قومك.
(كِتابٌ مَرْقُومٌ) (٩) ، ليس هذا تفسير السجين بل هو بيان الكتاب المذكور في قوله : (إن كتاب الفجار) أي هو كتاب مرقوم ، أي مكتوب فيه أعمالهم مثبتة عليهم كالرقم في الثوب ، لا ينسى ولا يمحى حتى يجازوا به. وقال قتادة ومقاتل : رقم عليه بشركائه كأنه علم بعلامة يعرف بها أنه كافر. وقيل : مختوم بلغة حمير.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (١٣).
(كَلَّا) ، قال مقاتل : أي لا يؤمنون ، ثم استأنف فقال : (بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ).
[٢٣١٩] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي ثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي أنا إبراهيم بن حزيم الشاشي أنا أبو محمد عبد الله بن حميد الكشي (١) ثنا صفوان بن عيسى عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها ، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه» ، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (١٤).
وأصل الرين الغلبة ، يقال : رانت الخمر على عقله ترين رينا وريونا إذا غلبت عليه حتى سكر ،
__________________
[٢٣١٨] ـ ضعيف جدا. أخرجه الطبري ٣٦٦١٤ ومن طريقه الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٤٤ عن إسحاق بن وهب الواسطي عن مسعود بن مشكان عن نصر بن خزيمة عن شعيب بن صفوان عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة به.
ـ وإسناده ضعيف جدا ، شعيب بن صفوان منكر الحديث.
ـ قال الحافظ ابن كثير في «تفسير القرآن العظيم» ٤ / ٥٧٣ : غريب ، منكر ، لا يصح.
[٢٣١٩] ـ حسن ، لكن ذكر الآية مدرج.
ـ إسناده حسن لأجل ابن عجلان ، وباقي الإسناد ثقات ، وللحديث شواهد.
ـ ابن عجلان هو محمد ، أبو صالح اسمه ذكوان ، مشهور بكنيته.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٢٩٧ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٣٣٣٤ والنسائي في «عمل اليوم والليلة» ٤١٨ وابن ماجه ٤٢٤٤ والحاكم ٢ / ٥١٧ وابن حبان ٩٣٠ والطبري ٣٦٦٢٦ و
الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٤٥ من طرق عن محمد بن عجلان بهذا الإسناد.
ـ وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي : حسن صحيح. وهو حديث حسن ، لكن ذكر الآية مدرج من الصحابي أو من دونه.
(١) تصحف في المطبوع «الكنتي».