أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥))
(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١) (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ) ، يعني هو الأول قبل كل شيء بلا ابتداء بل كان هو ولم يكن شيء موجودا والآخر بعد فناء كل شيء بلا انتهاء ، تفنى الأشياء ويبقى هو والظاهر الغالب العالي على كل شيء ، والباطن العالم بكل شيء ، هذا معنى قول ابن عباس. وقال يمان : هو الأول القديم والآخر الرحيم ، والظاهر الحليم ، والباطن العليم.
وقال السدي : هو الأول ببره إذ عرفك توحيده والآخر بجوده إذ عرفك التوبة على ما جنيت ، والظاهر بتوفيقه إذ وفقك للسجود له ، والباطن بستره إذا عصيته فستر عليك. وقال الجنيد : هو الأول بشرح القلوب ، والآخر بغفران الذنوب ، والظاهر بكشف الكروب ، والباطن بعلم الغيوب. وسأل عمر رضي الله تعالى عنه كعبا عن هذه الآية فقال : معناها إن علمه بالأول كعلمه بالآخر ، وعلمه بالظاهر كعلمه بالباطن. (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
[٢١٢٩] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلّم بن الحجاج حدثني زهير بن حرب ثنا جرير عن سهيل قال : كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول : «اللهم رب السموات ورب الأرض [ورب العرش العظيم ربنا](١) ورب كل شيء فالق الحب والنوى [و] منزل التوراة والإنجيل والفرقان (٢) أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عني الدين واغنني من الفقر» وكان يروى ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما
__________________
[٢١٢٩] ـ حسن صحيح. إسناده قوي ، رجاله رجال البخاري ومسلم غير سهيل بن أبي صالح ، فقد تفرد عنه مسلّم ، وفيه كلام ينحط حديثه عن درجة الصحيح جزما إلى درجة الجودة ، وهذا لكونه من روايته عن أبيه ، وإلا فحديثه حسبه الحسن.
ـ جرير هو ابن عبد الحميد.
ـ وهو في «صحيح مسلّم» ٢٧١٣ عن أبي خيثمة زهير بن حرب بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن حبان ٥٥٣٧ من طريق أبي خيثمة به.
ـ وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» ٧٩٠ وابن السني ٧٢٠ من طريق إسحاق بن راهوية عن جرير به.
ـ وأخرجه مسلّم ٢٧١٣ ح ٦٢ والترمذي ٢٤٠٠ من خالد الطحان عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأمرنا إذا أخذنا مضاجعنا ... فذكره.
ـ وأخرجه أبو داود ٥٠٥١ وابن ماجه ٣٨٧٣ وابن أبي شيبة ١٠ / ٢٥١ وأحمد ٢ / ٣٨٢ و ٥٣٦ من طرق عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.
(١) زيادة عن المخطوط و «صحيح البخاري».
(٢) في المطبوع «القرآن» والمثبت عن المخطوط و «صحيح البخاري».