متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. وقال الضحاك : لا تقبل صلاة إلا به ولا تجوز خطبة إلا به ، وقال مجاهد : يعني بالتأذين ، وفيه يقول حسان بن ثابت :
ألم تر أن الله أرسل عبده |
|
ببرهانه والله أعلى وأمجد |
أغرّ عليه للنبوة خاتم |
|
من الله مشهود يلوح ويشهد |
وضم الإله اسم النبي مع اسمه |
|
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد |
وشق له من اسمه ليجلّه |
|
فذو العرش محمود وهذا محمد |
وقيل : [رفع ذكره](١) بأخذ ميثاقه على النبيين وإلزامهم الإيمان به والإقرار بفضله ، ثم وعده اليسر والرخاء بعد الشدة ، وذلك أنه كان بمكة في شدة.
فقال الله عزوجل : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (٦) ، أي مع الشدة التي أنت فيها من جهاد المشركين يسرا ورخاء بأن يظهرك عليهم حتى ينقادوا للحق الذي جئتهم به إن مع العسر يسرا كرره لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء.
[٢٣٦٥] وقال الحسن : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أبشروا قد جاءكم اليسر ، لن يغلب عسر يسرين».
قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : لو كان العسر في حجر لطلبه اليسر حتى يدخل ، إنه لن يغلب عسر يسرين.
قال المفسرون : ويعنى قوله : «لن يغلب عسر يسرين» أن الله تعالى كرّر العسر بلفظ المعرفة واليسر بلفظ النكرة ، ومن عادة العرب إذا ذكرت اسما معرّفا ، ثم أعادته (٢) كان الثاني هو الأول ، وإذا ذكرت نكرة ثم أعادته مثله صار اثنين ، وإذا عادته معرفة فالثاني هو الأول ، كقولك : إذا كسبت درهما أنفقت درهما ، فالثاني غير الأول ، وإذا قلت إذا كسبت درهما فأنفق الدرهم ، [فالثاني هو الأول ، فالعسر في الآية مكرر بلفظ التعريف ، فكان عسرا واحدا ، واليسر مكرر بلفظ النكرة ، فكانا يسرين ، كأنه قال : فإن مع العسر يسرا ، إن مع ذلك العسر يسرا آخر](٣).
__________________
[٢٣٦٥] ـ ضعيف. أخرجه عبد الرزاق في «التفسير» ٣٦٤٧ والحاكم ٢ / ٥٢٨ والطبري ٣٧٥٣٣ ـ ٣٧٥٣٦ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٥١٧ ـ ٥١٨ كلهم عن الحسن مرسلا.
ـ وهذا ضعيف ، وله علتان : الأولى الإرسال. والثانية : أن مراسيل الحسن واهية لأنه يحدث عن كل أحد.
ـ وأخرجه الطبري ٣٧٥٣٧ عن قتادة مرسلا ، وبصيغة التمريض ، وعامة مراسل قتادة في «التفسير» إنما مصدرها الحسن البصري ، وعلى هذا فهو لا يشهد لما قبله ، والله أعلم. والوقف فيه على ابن مسعود وابن عباس وغيرهما أشبه والله أعلم.
ـ وأخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» ٣٦٤٨ والطبري ٣٧٥٣٨ و ٣٧٥٣٩ والبيهقي في «الشعب» ١٠٠١١ عن ابن مسعود موقوفا.
ـ وانظر «الكشاف» للزمخشري ١٣١٦ و «فتح القدير» للشوكاني ٢٧٥٩ بتخريجي ، والله الموفق.
(١) في المطبوع «رفعه».
(٢) في المطبوع «عادته».
(٣) سقط من المخطوط (أ)