ثوابه في الدنيا في نفسه وماله وأهل وولده ، حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله خير ، (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨) من مؤمن يرى عقوبته في الدنيا في نفسه وماله وأهله وولده ، حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله شر (١).
قال مقاتل : نزلت هذه الآية في رجلين وذلك أنه لما نزل (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) [الإنسان : ٨] كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن تعطيه التمرة والكسرة والجوزة ونحوها ، يقول : ما هذا بشيء إنما تؤجر على ما تعطي ونحن نحبه ، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير كالكذبة والغيبة والنظرة وأشباه ذلك ، ويقول : إنما وعد الله النار على الكبائر ، وليس في هذا إثم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية يرغبهم في القليل من الخير أن يعطوه ، فإنه يوشك أن يكثر ، ويحذرهم اليسير من الذنب فإنه يوشك أن يكثر ، فالإثم الصغير في عين صاحبه أعظم من الجبال يوم القيامة ، وجميع محاسنه أقل من كل شيء.
قال ابن مسعود : أحكم آية في القرآن (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨).
[٢٣٩٣] وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسميها الجامعة الفاذة حين سئل عن زكاة الحمر فقال : «ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨).
وتصدق عمر بن الخطاب وعائشة بحبة عنب ، وقالا : فيها مثاقيل كثيرة. وقال الربيع بن خيثم : مرّ رجل بالحسن وهو يقرأ هذه السورة فلما بلغ آخرها قال : حسبي قد انتهت الموعظة.
[٢٣٩٤] أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرنا محمد بن القاسم ثنا أبو بكر
__________________
[٢٣٩٣] ـ هو بعض حديث ، وتقدم مسندا في الأنفال ، آية : ٦٠.
[٢٣٩٤] ـ صدره ضعيف ، وأثناؤه صحيح ، وعجزه حسن.
ـ إسناده واه ، يمان بن مغيرة ، ضعيف متروك ، وباقي الإسناد على شرط البخاري ومسلم.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٨٩٤ من طريق علي بن حجر بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو عبيد بن سلّام في «فضائل القرآن» ص ١٤٢ و ١٤٣ و ١٤٤ مفرقا وابن الضريس في «فضائل القرآن» ٢٩٨ والحاكم ١ / ٥٦٦ والبيهقي في «الشعب» ٢٥١٤ من طريق يزيد بن هارون بهذا الإسناد.
ـ وصححه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله : بل يمان ضعفوه.
ـ وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة.
ـ وورد من حديث أنس أخرجه الترمذي ٢٨٩٣ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٥٤١ والبيهقي ٢٥١٦.
ـ وفي إسناده : الحسن بن سالم العجلي ، وهو مجهول.
ـ وقال البيهقي : هذا العجلي مجهول.
ـ وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن بن سلم.
ـ وورد من وجه آخر عن أنس عند الترمذي ٢٨٩٥ وابن الضريس ٢٩٧ وفيه «إذا زلزلت ربع القرآن» وهذا اضطراب.
ـ وحسنه الترمذي ، مع أن في إسناده سلمة بن وردان ، وهو واه ، قال عنه أبو حاتم : عامة حديثه عن أنس منكر.
ـ أخرجه ابن السني في «اليوم والليلة» ٦٨٦ وإسناده ضعيف جدا.
ـ فالحديث ضعيف من كافة طرقه ، وبعضها أشد ضعفا من بعض ، والمنكر فيه ذكر «إذا زلزلت» أما بقية السور فقد ورد
(١) في المخطوط «شيء».