محمد بن إسماعيل ثنا حفص بن عمر ثنا خالد بن عبد الله أنا حصين عن سالم بن أبي الجعد وعن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال : أقبلت عير يوم الجمعة ونحن مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، فثار الناس إلا اثني عشر رجلا فأنزل الله : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها).
ويحتج بهذا الحديث من يرى الجمعة باثني عشر رجلا وليس فيه بيان أنه أقام بهم الجمعة حتى يكون حجة ، لاشتراط هذا العدد.
وقال ابن عباس في رواية الكلبي : لم يبق في المسجد إلا ثمانية رهط.
[٢٢٠٧] وقال الحسن وأبو مالك : أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر فقدم دحية بن خليفة بتجارة زيت من الشام والنبي صلىاللهعليهوسلم يخطب يوم الجمعة ، فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشوا أن يسبقوا إليه ، فلم يبق مع النبي صلىاللهعليهوسلم إلا رهط منهم أبو بكر وعمر فنزلت هذه الآية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى منكم أحد لسال بكم الوادي نارا».
[٢٢٠٨] وقال مقاتل : بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخطب يوم الجمعة إذ قدم دحية بن خليفة الكلبي من الشام بالتجارة ، وكان إذا قدم لم تبق بالمدينة عاتق إلا أتته ، وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إليه من دقيق وبرّ وغيره ، فينزل عند أحجار الزيت وهو مكان في سوق المدينة ثم يضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه فيخرج إليه الناس ليبتاعوا منه ، فقدم ذات جمعة وكان ذلك قبل أن يسلم ورسول الله صلىاللهعليهوسلم قائم على المنبر يخطب ، فخرج إليه الناس فلم يبق في المسجد إلا اثني عشرة رجلا وامرأة ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «كم بقي في المسجد»؟
__________________
٢ / ٥ والبيهقي ٣ / ١٩٧ والواحدي في «أسباب النزول» ٨٢٠ وابن بشكوال في «غوامض الأسماء» ص ٨٥١ من طرق عن حصين به.
ـ وأخرجه البخاري ٤٨٩٩ ومسلم ٨٦٣ والترمذي ٣٣٠٨ والطبري ٣٤١٤٣ والواحدي ٨١٩ من طرق عن حصين عن أبي سفيان عن جابر به.
[٢٢٠٧] ـ عجزه ضعيف.
ـ أخرجه الطبري ٣٤١٣٤ من طريق سفيان عن إسماعيل السدي عن أبي مالك مرسلا ، وليس فيه اللفظ المرفوع.
ـ وأخرجه الطبري ٣٤١٣٧ وعبد الرزاق في «التفسير» ٣٢٢٢ من طريق معمر عن الحسن مرسلا.
ـ وانظر الآتي.
[٢٢٠٨] ـ عجزه ضعيف ، ذكره المصنف هاهنا عن مقاتل معلقا ، وسنده إليه في أول الكتاب ، ومقاتل ذو مناكير ، وهو غير حجة.
ـ وأخرجه البيهقي في «الشعب» ٦٤٩٥ من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان مرسلا.
ـ وأخرجه أبو داود في «المراسيل» ٥٩ عن مقاتل عن حيان مرسلا بنحوه.
ـ ولعجزه شاهد من حديث جابر عند أبي يعلى ١٩٧٩ وابن حيان ٦٨٧٧ وفي إسناده زكريا بن يحيى زحمويه ذكره ابن حيان في «الثقات» ٨ / ٢٥٣ ، وأورده ابن أبي حاتم في «العلل» ٣ / ٦١ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، فالرجل مجهول.
ـ وحديث جابر في هذا الشأن رواه الشيخان بغير هذا السياق ، وليس فيه اللفظ المرفوع ، فهذه زيادة منكرة ، وتقدم حديث جابر برقم ٢٢٠٦.
ـ ويشهد لكون دحية الكلبي قدم بالتجارة ما أخرجه ابن بشكوال في «غوامض الأسماء» ص ٨٥٢ والطبري ٣٤١٣٥ من طريق سفيان عن السدي عن مرة مرسلا.
ـ وحديث ابن عباس عند البزار ٢٢٧٣ ، وفي إسناده عبد الله بن شبيب ، وهو ضعيف كما في «المجمع» ٧ / ١٣٤.
ـ الخلاصة : أصل الحديث يعتضد بشواهده دون اللفظ المرفوع ، فإنه ضعيف لا يصح ، وانظر «أحكام القرآن» ٢١٢٢ بتخريجي.