باقى المقدمات لأفضت الى ذى المقدمة موجودة فى كل مقدمة سواء ترتب عليها ذو المقدمة ام لا تترتّب ، فان عدم الترتّب فيما لا يترتّب ليس لاجل فقد الحيثية المذكورة ، بل لاجل انتفاء الشرط فى القضية الشرطية التى هى مفاد تلك الحيثية وهى قولنا : «لو انضمّ اليها باقى المقدمات لأفضت الى المطلوب».
فان انتفاء الشرط لا ينافى صدق الشرط ، وهذه الحيثية هى الموجبة لحكم العقل بوجوبها.
وقد عرفت انها لا تنفكّ عن مقدمة ، فاذا فرضنا ان الشخص اتى ببعض مقدمات الفعل فرفع اليد عن الفعل ، فالبعض المأتى به من المقدمات واجد لتلك الحيثية وان لم يترتّب عليها الواجب ، لان عدم الترتّب ليس لاجل صفة يرجع اليها ، اذ بديهة العقل تحكم بان وجود باقى المقدمات وعدمه لا يؤثر فى تلك المقدمة صفة اصلا ، بل هى باقية على حيثيتها فى الحالين ، فهى مطلوبة مع وصف تجرّدها عن ترتب ذى المقدمة.
وليت شعرى! هل تحتاج المقدمة فى وجوبها الى «صفة زائدة عن كونها مقدمة»؟ حتى يقال : ان الواجب من ذى المقدمة هى المقدمة الموصلة دون غيرها.