هو اجود الاحتمالات التى ذكرها جمال الدين فى معنى العبارة.
وقد اوّله بعض المعاصرين بخلاف مراده تبعا لبعض الشراح وقد حكى جمال المحققين فى الحاشية عن المعتزلة انهم ذكروا فى تعريف الحسن : انه ما يستحق فاعله الثواب وفى القبح ان فاعله يستحق العقاب.
وكيف كان فالظاهر ان كلمات الجميع متفقة على ان المراد بالحسن والقبح استحقاق الثواب والعقاب.
قال فى [شرح] المواقف ـ على ما حكى عنه الباغنوى فى بيان معان الحسن والقبح :
«الثالث ـ تعلق المدح والثواب بالفعل عاجلا وآجلا او الذم والعقاب كذلك فما تعلق به المدح فى العاجل والثواب فى الآجل يسمى حسنا وما تعلق به الذم فى العاجل والعقاب فى الآجل يسمى قبيحا وما لا يتعلق به شيء منهما فهو خارج عنهما هذا فى افعال العباد ، وان اريد به ما يشمل افعال الله تعالى اكتفى بتعلق المدح والذم وترك الثواب والعقاب وهذا المعنى الثالث هو محل النزاع فهو عندنا شرعى وذلك لان الافعال كلها سواسية ليس شيء منها فى نفسه بحيث يقتضى مدح فاعله وثوابه ولا ذم فاعله وعقابه وانما صارت كذلك بواسطة امر الشارع بها ونهيه عنها.
وعند المعتزلة عقلى فانهم قالوا للفعل ـ فى نفسه مع قطع النظر عن الشرع ـ جهة محسنة مقتضية لاستحقاق فاعله مدحا وثوابا ، او مقبحة مقتضية لاستحقاق فاعله ذما وعقابا ثم انها ـ اى تلك الجهة المحسنة او المقبحة ـ قد تدرك بالضرورة من غير تأمل وفكر ، كحسن الصدق النافع وقبح الكذب الضارّ فان كل عاقل يحكم بهما بلا توقف ، وقد تدرك بالنظر كحسن الصدق