ثم اولى هذا مضافا الى ان التزام عدم العقاب على مخالفة مقتضى العقل يسقط القول لحجية العقل عن الثمرة كما لا يخفى الوجه فى طائفة من الاخبار الدالة على نفى التكليف قبل بيان الشرع مثل قوله ـ عليهالسلام :
كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهى.
وقوله ـ عليهالسلام : ان على الله بيان ما يصلح الناس وما يفسدهم وان الزمان لا يخلو عن امام معصوم ليعرف الناس ما يصلحهم وما يفسدهم وان اهل الفترة واشباههم معذورون ويكون تكليفهم يوم القيامة وان الله ـ تعالى ـ يحتج على العباد بما انهم عرفهم.
وصحيحة زرارة : لو ان رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولى الله فيواليه ويكون جميع اعماله بدلالته اليه ما كان له على الله عزوجل حق فى ثوابه ولا كان اهل الايمان». (١)
مع ان التصدق سيما المندوب منه مما يستقل بحسنه العقل ، وفى صحيحة منصور ابن حازم عن ابى عبد الله ـ عليهالسلام ـ قلت من عرف ان له ربا فينبغى ان يعرف ان لذلك الرب رضى وسخطا وانه لا يعرف رضاه وسخطه الا بوحى او رسول فمن لم يأته الوحى فعليه ان يطلب الرسول الى غير ذلك من الاخبار.
والجواب عنها : بعدم نصوصية شيء منها بل عدم ظهوره فى المدعى
__________________
(١) ـ هذا من حديث طويل جاء فى الكافى والمحاسن كما جاء فى جامع احاديث الشيعة ج يك صص ٥١٢ و ٥١٣ وفى المخطوط تصرف فى ترتيب الفاظ الحديث.