إذ أوّله زفير وآخره شهيق.
وليس فيما يعايش الناس أرفع صوتا من الحمير.
(وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ). (٢٧)
والبحر بالرفع على الابتداء ، والخبر : يمدّه.
وإنما حسن الابتداء في أثناء الكلام لأنّ قوله : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ) قد فرغ فيها أنّ من عملها.
ـ وقيل : واو (وَالْبَحْرُ) واو الحال ، وليست للعطف.
أي : والبحر هذه حاله.
(ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ). (٢٨)
كخلق نفس واحدة.
(فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ). (٣٢)
عدل وفيّ بما عاهد الله عليه في البحر.
(وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ). (٣٢)
ختّار : جاحد.
وقيل : غدّار (١).
* * *
__________________
(١) أخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : (كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ)؟ قال : الختّار : الغدّار الظلوم الغشوم ، «الكفور» : الذي يغطي النعمة. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول :
لقد علمت واستيقنت ذات نفسها |
|
بأن لا تخاف الدّهر صرمي ولا ختري |