اشكر لي حقّ النعمة ، ولهما حقّ التربية.
(وَإِنْ جاهَداكَ). (١٥)
أي : جهدا في قبولك ، وجهدت في الامتناع ، ليكون مفاعلة.
(إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ). (١٦)
(إِنَّها إِنْ تَكُ) الهاء كناية عن الخطيئة.
ويجوز أن تكون عائدة إلى الحسنة ، كقوله تعالى : (كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ)(١).
(يَأْتِ بِهَا اللهُ) بجزائها.
وقيل : إنها الرزق ، فلو كان تحت الأرض ولو كان أقل قليل لأخرجه إليك.
(وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ). (١٨)
لا تكثر إمالة الخدّ عن الناس صدّا وإعراضا.
وقيل : هو التشدّق عند التكلم تجبّرا وتعمقا.
قال الحطيئة :
٩٠٣ ـ أم من لخصم مضجعين قسيّهم |
|
صعر خدودهم عظام المفخر (٢) |
(إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ). (١٩)
__________________
(١) سورة عبس : الآية ١١.
(٢) البيت في ديوانه ص ١٢٨ ؛ وكتاب الأفعال ٣ / ٤٢٣ ؛ والمعاني الكبير ٢ / ٨١٦ ؛ وأمالي القالي ٢ / ٦٩ ؛ ومحاضرات الأدباء ١ / ٧٩. قال القالي : وذلك أن القوم إذا جلسوا يتفاخرون خطّوا بأطراف قسيّهم الأرض : لنا يوم كذا وكذا ، يعدون أيامهم ومآثرهم.