(لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ). (٤٠)
أي : بسرعة سير القمر ، كما يرى ذلك في حركتها من المغرب إلى المشرق ؛ فبينا هو يجامع الشمس في الأفق الغربي من أول الشهر ، إذ هو يستقبله في النصف منه.
ـ وقال يحيى بن سلّام (١) : إنّ المراد به ليلة البدر ، لأنه يبادر في صبيحتها بالمغيب قبل طلوعها.
(وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ).
أي : لا يأتي الليل إلا بعد النهار. وقت النهار بتمامه.
ـ وسئل الرّضا (٢) عند المأمون عن الليل والنهار أيّهما أقدم وأسبق؟
فقال : النهار. فطلب منه الدليل؟
فقال : أما من القرآن فقوله تعالى : (وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ).
__________________
ـ وإذا قلت : جاهدت في الله ، وأحببتك في الله ، فمحال أن يكون هذا اللفظ حقيقة لما يدل عليه هذا الحرف من معنى الوعاء ، وإنما هو على حذف المضاف. أي : في مرضاة الله وطاعته. وإذا ثبت هذا فقوله : «في ذات الله» أو «في ذات الإله» إنما يريد : في الديانة والشريعة التي هي ذات الإله ، فذات وصف للديانة ، وكذلك هي في الأصل موضوعها نعت لمؤنث ، ألا ترى أنّ فيها تاء التأنيث ، وإذا كان الأمر كذلك فقد صارت عبارة عما تشرّف بالإضافة إلى الله تعالى عزوجل لا عن نفسه سبحانه ، قال : وهذا من كلامه من المرقصات ، فإنه أحسن فيه ما شاء. راجع بدائع الفوائد ٢ / ٦ ـ ٧.
(١) أبو زكريا البصري ، روى الحروف عن أصحاب الحسن البصري ، وروى عن حماد بن سلمة. كان ثقة ثبتا ذا علم بالكتاب والسنّة ومعرفة اللغة والعربية ، صنف «تفسير القرآن» وليس لأحد من المتقدمين مثله ، توفي سنة ٢٠٠ ه. وتوجد بعض الأجزاء منه مخطوطة.
(٢) هو أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم ، أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية ، وكان المأمون قد زوجه ابنته أم حبيب ، وجعله وليّ عهده. توفي سنة ٢٠٢ ه. راجع وفيات الأعيان ٣ / ٢٦٩ ـ ٢٧١.