(طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ). (١٣)
أي : عمله ، فيكون في اللزوم كالطوق للعنق.
وقيل : طائره : كتابه الذي يطير إليه يوم القيامة ، إلا أنّ الكتاب مذكور بعده.
فإنما حسن هو القول الأول ، مع أنّه مطّرد في كلام العرب. قال الفرزدق :
٦٧٧ ـ فمن يك خائفا لأذاة شعري |
|
فقد أمن الهجاء بنو حرام |
٦٧٨ ـ هم ردّوا سفيههم وخافوا |
|
قلائد مثل أطواق الحمام (١) |
(وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً). (١٦)
إرادة الهلاك ههنا على مجاز المعلوم من عاقبة الأمر وما يفضي إليه ، كما قال الكميت :
٦٧٩ ـ يا ابن هشام أهلك الناس اللبن |
|
فكلّهم يعدوا بقوس وقرن (٢) |
وقال آخر :
٦٨٠ ـ وقد جعل الوسميّ ينبت بيننا |
|
وبين بني رومان نبعا وشوحطا (٣) |
__________________
(١) البيتان ليسا في ديوانه ، وهما في الحيوان للجاحظ ٣ / ١٩٦ ؛ والعمدة ١ / ٣٨ ؛ وثمار القلوب ص ٣٦٨ ؛ ولأاغاني ١٩ / ١١.
(٢) البيت في البيان والتبيين ٣ / ١٠١ ؛ والمعاني الكبير ٢ / ٨٩٥ ؛ ونسبه العسكري لرؤبة ، وهو في الصناعتين ص ٤٠٨.
(٣) البيت في اللسان مادة شحط ٧ / ٣٢٨ ؛ والصناعتين ص ٤٠٨ ؛ وتفسير القرطبي ١٦ / ٢٧ ؛ وروح المعاني ٢٥ / ٣٨. وعن المبرد أنه قال : النبع والشوحط والشريان شجرة واحدة ، ولكنها تختلف أسماؤها بكرم منابتها ، فما كان منها في قلة الجبل فهو النبع ، وما كان في سفحه فهو الشريان ، وما كان في الحضيض فهو الشوحط.