وقد ترجم الحافظ السيوطي لابن الجزري بقوله : « ابن الجزري الحافظ المقري شيخ الاقراء في زمانه شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد الدمشقي الشافعي ، ولد سنة أحدى وخمسين وسبعمائة وسمع من أصحاب الفخر ابن البخاري وبرع في القراءات ، ودخل الروم فاتصل بملكها [ أبي ] يزيد بن عثمان ، فأكرمه وانتفع به أهل الروم ، فلمّا دخل تيمور لنك إلى الروم وقتل ملكها ، اتصل ابن الجزري بتيمور ودخل [ معه ] بلاد العجم ، وولّي قضاء شيراز وانتفع به أهلها في القراءات والحديث ، وكان إماما في القراءات لا نظير له في عصره في الدنيا ، حافظا للحديث ، وغيره أتقن منه ، ولم يكن له في الفقه معرفة.
ألف : النشر في القراءات العشر ، لم يصنف مثله ، وله أشياء أخر وتخاريج في الحديث وعمل [ وقد ] وصفه ابن حجر بالحفظ في مواضع عديدة من الدرر الكامنة ، مات سنة ٨٣٣ » (١).
وفي ( مفتاح كنز دراية المجموع ) بعد رواية كتاب عقود اللآلي في الأحاديث المسلسلة والعوالي عن مؤلفه ابن الجزري ما نصه :
« إعلام ـ قال العلامة أبو القاسم عمر بن فهد في معجم شيوخ والده الحافظ تقي الدين ابن فهد : هو الامام العلامة أستاذ القراء أبو الخير قاضي القضاة شمس الدين ... كان والده تاجرا وبقي مدة من العمر لم يرزق ولدا ، فلما حج شرب ماء زمزم وسأل الله أن يرزقه ولدا عالما ، فولد له شيخنا هذا بعد صلاة التراويح ، من ليلة السبت الخامس والعشرين من رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بدمشق ، ونشأ بها وتفقه بها على العماد ابن كثير ، ولع بطلب الحديث والقراءات فسمع من ابن الرميلة الصلاح ابن أبي عمرو وابن كثير في
__________________
(١) طبقات الحفاظ ٥٤٣ ـ ٥٤٤.