على أنّ ترك ابن أبي داود حديث الغدير أو قدحه فيه ، معارض برواية أكابر أئمة أهل السنة إياه ، وتصريحهم بصحته ، وتنصيصهم على ثبوته وتواتره عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ...
فهو حديث مجمع على صحّته ، ولا اعتبار بقول شاذّ خارج عن هذا الإجماع ...
ومن رواة حديث الغدير : أبو داود ( والد أبي بكر ابن أبي داود ) فقد قال الحافظ النسائي ما نصه :
« أخبرني أبو داود قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد الملك بن أبي عيينة ، قال : أخبرنا الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة ، قال : خرجت مع علي ـ رضياللهعنه ـ إلى اليمن فرأيت منه جفوة ، فقدمت على النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ، فذكرت عليا ـ رضياللهعنه ـ فتنقصته ، فجعل رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يتغيّر وجهه فقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله. قال : من كنت مولاه فعلي مولاه » (١).
فما ذكره ابن أبي داود ـ لو ثبت ـ معارض برواية أبيه للحديث ، ومن المسلّم به تقدم والده عليه علما وحفظا وثقة ...
ومن هنا يظهر ما في نسبة القدح في حديث الغدير إلى أبي داود السجستاني ، كما عن ابن حجر المكي في ( الصواعق ) وكمال الدين الجهرمي في ( البراهين القاطعة ) ونور الدين الحلبي في ( السيرة ) وعبد الحق الدهلوي في ( شرح المشكاة )
__________________
(١) خصائص أمير المؤمنين علي / ٩٤.