وسافر » (١).
ترجم له الحافظ أبو بكر الخطيب ترجمة ضافية جدّا ، هذا ملخصها :
« وكان أحد الأئمّة العارفين والحفاظ المتقنين والثقات المأمونين ، صنّف حديث الزهري وجوّده ، وقدم بغداد وجالس شيوخها ، وحدّث بها.
وكان الامام أحمد بن حنبل يثني عليه وينشر فضله.
وقد حدّث عنه جماعة من الكبراء ، كسعيد بن أبي مريم المصري وأبي صالح كاتب الليث بن سعد ومحمد بن إسماعيل البخاري وأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين وأبي داود السجستاني.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرني محمد بن عبد الله الضبّي في كتابه : قال : سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول : سمعت خالي عبد الله بن علي بن الجارود يقول : سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول : كنا عند الامام أحمد بن حنبل ، فدخل محمد بن يحيى ـ يعني الدهلي ـ فقام إليه أحمد وتعجّب منه الناس. ثم قال لبنيه وأصحابه : اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتبوا منه.
وأخبرنا ابن زرق ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، حدثنا أبو محمد ابن الجارود قال : سمعت أبا عبد الرحيم محمد بن أحمد بن الجرّاح الجوزجاني يقول : دخلت على الامام أحمد بن حنبل. فقال لي : تريد البصرة؟ قلت : نعم ، قال : فإذا أتيتها فالزم محمد بن يحيى وليكن سماعك منه ، فإنّي ما رأيت خراسانيّا ـ أو قال : ما رأيت أحدا ـ أعلم بحديث الزهري منه ولا أصح كتابا منه.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمد بن نعيم الضبيّ ، قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ ـ وسأله أبو عمر الاصبهاني عن محمد بن يحيى وعباس بن عبد العظيم العنبري ، أيهما أحفظ؟ قال أبو علي : عباس بن
__________________
(١) هدي الساري ٢ / ٢٦٤.