كلمات أبي جعفر الاسكافي و ( الدهلوي ) وغيرهما في نقض كلماته المضلة.
فما ذكره رشيد الدين هنا من الطعن على الشيعة ، وارد في الحقيقة على ( الدهلوي ) أيضا.
ثم نجيب عن استدلاله بكلام الشريف الرضي ـ رحمهالله تعالى ـ حول الجاحظ بوجوه :
لقد شاع وكثر اعتماد العلماء على أقوال الأعداء والمخالفين في باب الفضائل والمناقب ... فكم من رجل ينكر فضائل مخالفه في العقيدة والمذهب ، ويثني عليه ، ويعترف بسجاياه وخصائصه الحسنة ... وليس ذلك عند نقلة تلك الكلمات والمستشهدين بها دليلا على المحبّة والمودّة ، ولا يتّخذونها دليلا على نفي العداوة وعدم الخلاف ، بل يجعلون ذلك الثناء والإطراء اعترافا من عدو في حق عدوه ، ويثبتون بذلك جلالة الممدوح وعظمته من باب : الفضل ما شهدت به الأعداء.
وكأنّ الرشيد الدهلوي لم يسمع هذا المثل المعروف ...
ولا بأس بذكر نماذج من مصاديق ذلك :
قال الفخر الرازي في مناقب الشافعي : « وأما يحيى بن معين ، فروي أنه ذهب يوما إلى أحمد بن حنبل ، فمرّ الشافعي على بغلة ، فقام أحمد اليه وتبعه وأبطأ على يحيى ، فلما رجع إليه قال له يحيى : يا أبا عبد الله لم هذا؟ فقال أحمد : دع عنك هذا والزم ذنب البغلة.
قال الحافظ البيهقي : وكان يحيى بن معين فيه بعض الحسد للشافعي ومع هذا يحسن القول فيه. ثم روى بإسناده عن يحيى بن معين أنه قال : الشافعي صدوق لا بأس به.
وروى البيهقي عن الزعفراني أنه قال : سألت يحيى بن معين عن الشافعي فقال : لو كان الكذب مطلقا لمنعته مروّته عن أن يكذب. ثم قال البيهقي : وانما