لنا في ردّ تشبّث الرازي بعدم إخراج البخاري ومسلم حديث الغدير في كتابيهما وجوه :
إنّ عدم إخراجهما حديث الغدير ـ على تواتره وشهرته ـ يدلّ على تعصّبهما المقيت وإعراضهما عن أهل البيت ـ عليهم الصّلاة والسلام ـ ، ولو لم يكونا كذلك لما تمسّك الجاهلون بمجرّد ذلك بالنّسبة إلى حديث من الأحاديث ... ومن ذلك حديث الغدير ...
إنّ من القواعد المسلّمة لدى جميع أهل العلم ـ ولا سيما علماء الأصول ـ هي القاعدة المعروفة بـ « تقدم المثبت على النافي » ...
وبناء على هذه القاعدة : لا يعبأ بنفي النافي صريحا ـ مع وجود المثبت ـ فكيف يكون السّكوت المحض عن حديث قادحا؟
ولقد كثر استناد كبار العلماء إلى هذه القاعدة وهذا الأصل المسلّم ، واستدلوا به في مختلف بحوثهم كما لا يخفى على الخبير ، ولا بأس بذكر شواهد على ذلك :