وأمّا تمسك الرازي بعدم إخراج أبي حاتم حديث الغدير ، أو قدحه فيه ، فالجواب عنه بوجوه :
إن قدح أبي حاتم في حديث الغدير ـ إن ثبت ـ دليل آخر من أدلة تعنّته في الرجال ، وبرهان على عداوته لأمير المؤمنين ـ عليه الصلاة والسلام ـ وتعصّبه الشّديد تجاه فضائله ومناقبه الثابتة بالتواتر ...
ولقد نص على تعنّت أبي حاتم ، وأنه كان كثير الجرح في الرواة بدون تورّع وبغير دليل ، جميع علماء الرجال وأئمّة الجرح والتعديل ... وإليك بعض الشواهد على ذلك :
قال الذهبي بترجمة أبي حاتم : « إذا وثّق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله ، فإنه لا يوثق إلاّ رجلا صحيح الحديث ، وإذا ليّن رجلا أو قال فيه : لا نحتج به فلا ، توقّف حتى ترى ما قال غيره فيه ، وإن وثّقه أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم ، فإنه متعنّت في الرجال ، قد قال في طائفة من رجال الصحاح : ليس بحجة ، ليس بقوي ، أو نحو ذلك » (١).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٠.