قال فيه شيئا فمني عليه ألف لعنة » (١).
ولا ريب في سقوط الملعون عن درجة الاعتبار ...
ومما يذكر عن أبي حاتم الرازي أنه نسب كتابا لمحمد بن إسماعيل البخاري إلى نفسه ، فقد قال السبكي ما نصه :
« وقال أبو حامد الحاكم في الكنى : عبد الله بن الديلمي أبو بسر ، وقال البخاري ومسلم فيه : أبو بشر ـ بشين معجمة ـ. قال الحاكم : وكلاهما أخطأ في علمي ، إنما هو أبو يسر ، وخليق أن يكون محمد بن إسماعيل مع جلالته ومعرفته بالحديث اشتبه عليه ، فما نقله مسلم في كتابه تابعه على زلته. ومن تأمل كتاب مسلم في الأسماء والكنى علم أنه منقول من كتاب محمد بن إسماعيل حذو القذّة بالقذّة ، حتى لا يزيد عليه فيه إلاّ ما يسهل عدّه ، وتجلد في نقله حق الجلادة إذ لم ينسبه إلى قائله.
وكتاب محمّد بن اسماعيل في التاريخ كتاب لم يسبق اليه ، ومن ألّف بعده شيئا في التاريخ أو الأسماء أو الكنى لم يستغن عنه ، فمنهم من نسبه إلى نفسه مثل أبي زرعة وأبي حاتم ومسلم ، ومنهم من حكاه عنه ، فالله يرحمه فإنه الذي أصّل الأصول » (٢).
وهذا الّذي صنع أبو حاتم من أشنع الأشياء وأقبحها ، قال الشيخ سالم السّنهوري ـ الّذي ترجم له المحبي في خلاصة الأثر ٢ / ٢٠٤ ـ : « وألزم العزو غالبا إلاّ فيما أنقله من شروح الشيخ بهرام والتوضيح وابن عبد السّلام وابن عرفة ، فلا أعزو لها غالبا إلاّ ما كان غريبا ، أو ذكره في غير موضعه ، أو لغرض من
__________________
(١) طبقات الشافعية للسبكي ٢ / ٢٢٥ ترجمة البخاري.
(٢) طبقات السبكي ١ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦.