والإمامة لعليّ والقول برفع « حي على خير العمل ».
قال ابن أبي عبيد : إنّما أسقط « حي على خير العمل » مَنْ نهى عن المتعتين ، وعن بيع أمّهات الأولاد ، خشيةَ أن يتّكل الناس بزعمه على الصلاة ويَدَعُوا الجهاد ، قال : وقد رُوي أنّه نهى عن ذلك كلّه في مقام واحد (١).
وثبت أيضا أنّ رسـول اللّه أذّن ، وكان يقول : « أشهد أنِّي رسول اللّه » ، وتارة يقول : « أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه » ، وأنكر العامّة أذانه عليهالسلام (٢).
نعم ان النهج الحاكم طرح مفاهيم وتبنى افكارا تصب فيما يهدفون إليه ، منها تشكيكهم في أذان الرسول ؛ لعدم ارتضاء الشيخين التأذين بها في خلافتهما ، فأرادوا القول بعدم أذان رسول اللّه ، لكي يعذروا الشيخين ولكي يقولوا بأ نّهم اقتدوا برسول اللّه في عدم أذانه!!
لا شكّ ـ نظرا لرواية الإمام الكاظم عليهالسلام الآنفة ـ في أنّ موضوع الخلافة والإمامة يرتبط بنحوٍ وآخر بمسألة الحيعلة الثالثة في الأذان ، وأنّ عمر أراد أن لا يكون حَثٌّ عليها كي يوقف مستلزماتها وتواليها معها ، وأنّ البحث عن دواعي إبعاد عمر أهل البيت عن الخلافة له ارتباط وثيق مع تصر يحات رسول اللّه عن آل البيت وأنّهم عترته وخلفاؤه من بعده ، وهم القربى المأمور بمودّتهم في القرآن ، والمؤكَّد على اتّباعهم في سنّة رسول اللّه ، لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أذكّركم اللّه في أهل بيتي ،
__________________
(١) البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار ٢ : ١٩٢ ، وشرح الأزهار ١ : ٢٢٣. وانظر شرح العضدي على المختصر الأصولي لابن الحاجب بحاشية السعد التفتازاني ٢ : ٤١ ـ ٤٢.
(٢) الكلام السابق وما بعده نقلناه عن ذكرى الشيعة ٣ : ٢١٥ للشهيد الاول رحمهالله ، والرواية موجودة في « من لا يحضره الفقيه » ١:٢٩٧ / ذيل الحديث ٩٠٥ ، ووسائل الشيعة ٥:٤١٨ / ح ٦٩٧٤ عن الفقيه ، وانظر حاشية الجمل على شرح المنهاج ١:٣٨٧.