شعائره : معالمه التي ندب اللّه إليها وأمر بالقيام بها (١).
وقال ابن فارس : الشعار : الذي يتنادى به القوم في الحرب ليعرف بعضهم بعضا ، والاصل قولهم شَعَرت بالشيء ، إذا علمته وفطنت له (٢).
وشرعا : ما يؤدّى من العبادات على سبيل الاشتهار بحيث يكون علامة لطاعة اللّه وإعلاما لدينه. « وهي ماخوذة من الاشعار وهي الاعلام من جهة الاحساس ومنه مشاعر البدن وهي الحواس ، والمشاعر أيضا هي المواضع التي قد اشعرت بالعلامات » (٣).
« وشعائر اللّه يُعني بها هي جميع متعبّدات اللّه التي أشعرها اللّه ، أي جعلها أعلاما لنا ، وهي كلّ ما كان من موقف أو مسعى أو مذبح ، وإنما قيل : شعائر اللّه ، لكلّ عَلَمٍ تعبد به ، لأنّ قولهم : شعرت به ، علمته ، فلهذا سمّيت الأعلام التي هي متعبّدات للّهِ شعائر » (٤) ، وقال الحسن : شعائر اللّه دين اللّه تعالى (٥).
وهذه الشعائر بعضها منصوصة في الذكر الحكيم كالبُدْن (٦) ، والصفا والمروة (٧) والمشعر (٨) ، وأخرى موجودة كقواعد كلية في الذكر الحكيم وكلام سيّد المرسلين وأولاده المعصومين ، كالحبّ للّه والبعض للّه ، والحبّ في اللّه والبغض في اللّه ، وجاءت في مواطن عديدة وعلى لسان الشارع المقدس بحيث
__________________
(١) القاموس المحيط ١ : ٥٣٤.
(٢) مقاييس اللغة ٣ : ١٩٤.
(٣) احكام القرآن للجصاص ٢ : ٢٩٩.
(٤) التهذيب ، للأزهري ١ : ٢٦٦.
(٥) عمدة القارئ ٩ : ٢٨٥.
(٦) (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاَها لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيَها خَيْرٌ) ( الحج : ٣٦ ).
(٧) (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا) ( البقرة : ١٥٨ ).
(٨) (فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) ( البقرة : ١٩٨ ).