علي بن الحسين عن قول رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال : نصبه علما ليعلم به حزب اللّه عند الفُرْقة (١).
وعليه فاللّه ـ سبحانه وتعالى ـ بعد ان ذكّر المؤمنين ـ في الآيتين الأولى والثانية ـ بأن الولاية للّه ولرسوله وللذين آمنوا جاء في الآية الثالثة ليحذّرهم بأن لا يتخذوا الكفّار وأهل الكتاب أولياء ، لأ نّهم اتخذوا دين اللّه هزوا ولعبا أي أنّه جلّ وعلا لحظ الولاء والبراءة معاً.
ومن الطريف أن ترى ذكر الأذان يأتي في القرآن بعد الآيتين السابقتين ـ أي بعد ذكر التولّي والتبري ـ موكدا سبحانه بأنّ الكفار وأهل الكتاب اتّخذوا هذه الشعيرة هزوا ولعبا ، فعن ابن عباس : إن الذين اتّخذوا الأذان هزوا : المنافقون والكفّار (٢) ، وقيل : اليهود والنصارى (٣).
وفي مسند أحمد : قال أبو محذورة : خرجت في عشرة فتيان مع النبي ، وهو [ يعني النبي ] ابغض الناس إلينا ، فأذّنوا فقمنا نؤذن نستهزي بهم ، فقال النبي : ائتوني بهؤلاء الفتيان ، فقال : أذنوا ، فأذنوا ، فكنت أحدهم ، فقال النبي : نعم ، هذا الذي سمعت صوته اذهب فأذّن لأهل مكة ... (٤).
قال ابن حبان : قدم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مكة يوم الفتح فراه [ أي ابا محذورة [يلعب مع الصبيان يؤذن ويقيم ويسخر بالإسلام ... (٥).
وفي سنن الدار قطني عن أبي محذورة ، قال : لمّا خرج النبي إلى حنين خرجتُ عاشر عشرةٍ من أهل مكة أطلبهم ، قال : فسمعناهم يؤذّنون للصلاة فقمنا نؤذن
__________________
(١) الأمالي للصدوق : ١٨٦ / ح ١٩٢. المجلس ٢٦.
(٢) الدر المنثور ٤ : ٢٥٦ ، والكشاف ١ : ٦٨٣ ، المحرر الوجيز ٢ : ٢٠٩ ، تفسير الطبري ٦ : ٢٨٩.
(٣) التفسير الكبير ١٢ : ٢٨ ، الدر المنثور ٣ : ١٠٧.
(٤) مسند أحمد ٣ : ٤٠٨ / ح ١٥١٣ ، ومثله في سنن الدارقطني ١ : ٢٣٥ / ح ٤ ، والسيل الجرار ١ : ١٩٩.
(٥) مشاهير علماء الأمصار لابن حبان : ٣١.