بسم الله الرحمن الرحيم
تساؤل يطرح نفسه بين الحين والآخر وهو : ما هذا الاختلاف في الأذان؟ وهل الذي تؤذّن به الشيعة الإمامية هو الصحيح أم ما يؤذّن به الآخرون؟ ولماذا نرى أذان الآخرين يختلف عن أذان الشيعة الإمامية؟ وأيّهما هو المشروع وأيّهما المبتدع؟
وهل يصح ما قاله الآخرون عن الشيعة من أن أذانهم مبتدع؟ أم أنّه شرعي.
وإذا كان أذان الإمامية شـرعيا ، فهل أذّن به رسول اللّه والإمام علي والأئمّة من ولده أم لا؟
وإذا كانوا قد أذّنـوا به ، فهل قالوا : « أشهد أن عليّا ولي اللّه » تحديدا بهذه الصيغة ، أم قالوها بصيغ أُخرى؟
إنه تساؤل مطروح يبحث عن جواب.
ولا يخفى عليك أنّ هذا التسـاؤل يردُ أيضا على المذاهب الأربعة وغيرها ، فلماذا اختلفت المذاهب الأربعة في صيغ الأذان وعدد فصوله مع اعتقادهم بأنّ الأذان منقول نقلَ كافَّةٍ بمكّة والمدينة والكوفة؟
وإذا كان منقولاً ومنذ عهد الرسول الأعظم ، فلماذا تربّع الشافعية التكبير (١) بخلاف المالكيّة القائلة بالتثنية (٢)؟
بل لماذا لا ترى الحنفية التثو يب = « الصلاة خير من النوم » إلاّ بعد اذان
__________________
(١) انظر المهذب لأبي إسحاق الشيرازي ١ : ٥٤ ، والاقناع للشربيني ١ : ١٣٩ ، المجموع ٣ : ١٠٠.
(٢) انظر المدونة الكبرى ١ : ٥٧ ، الكافي لابي عبدالبر ١ : ٣٧ ، كفاية الطالب ١ : ٣١٨.