على إعلاء ذكر محمد ، والأُخرى تسعى لإخماده ، وهذا هو الذي كان يدعو آل البيت لأن يشيدوا بهذه المفخره أمامَ من ينكرونها.
ولأجل هذا وغيره نرى النصوص الحديثية تؤكّد على لزوم رفع الصوت بالصلاة على محمّد وآل محمد ؛ وأنّه يبعد النفس عن النفاق (١).
ومن خلال كلما مضى تعرف أنّ سمات الولاية يجب أن تظهر ملامحها بصورتها الكنائية في الأذان وهو المعنى في كلام الفقهاء بالشعارية وان تاكيدهم على القول بالشهادة الثالثة جاء من هذا الباب.
لقد أكّد الإمام علي بن الحسين عليهالسلام على أنّ « حي على خير العمل » كانت في الأذان الأوّل (٢) ، ويعني بكلامه أنّه قد شُرّع في الإسراء والمعراج ، وأنّ جبرئيل قد أذّن بها هناك ، وهذه الحقيقة قد وضّحها الإمام الباقر كذلك بقوله :
إنّ رسول اللّه لما أُسري به إلى السماء نزل إليه جبرئيل ومعه محملة من محامل الرب عزّ وجلّ ، فحمل عليها رسول اللّه إلى السماء ، فأذّن جبرئيل فقال : اللّه اكبر ، اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، أشهد أن ... ـ إلى أن قال ـ حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل ... (٣).
وروي عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جده ، أنّه قال : أوّل من أذّن
__________________
(١) الكافي ٢ : ٣٩٤ / ح ١٣ ، وعنه في وسائل الشيعة ٧ : ١٩٣ / ح ٩٠٨٨ ، ثواب الاعمال : ٥٩ ، وعنه في بحار الانوار ٩١ : ٥٩ / ح ٤١.
(٢) مصنف بن أبي شيبة ١ : ١٩٥ / ح ٢٢٣٩ ، سنن البيهقي الكبرى ١ : ٤٢٥ / ح ١٨٤٤ ، المسترشد : ٥١٧ ، نيل الاوطار ٢ : ١٩ / باب صفة الأذان.
(٣) الأذان بحي على خير العمل للحافظ العلوي : ٨٣ ، الاعتصام بحبل اللّه ١ : ٢٨٦ ، وكذا في الكافي ٨ : ١٢١/ ح ٩٣ ، وتهذيب الاحكام ٢ : ٦٠ / ح ٢١٠ ، والاستبصار ١:٣٠٥ / ح ١١٣٤ ، ووسائل الشيعة ٥ : ٤١٤ / ح ٦٩٦٤.