في السماء جبرئيل حين أُسري بالنبي ، فقال : اللّه أكبر ... ـ إلى أن قال ـ فقال : حي على خير العمل ، حي على خير العمل ، فقالت الملائكة : أُمِرَ القوم بخير العمل (١).
وقد ثبت قبل كلّ هذا عن الإمام علي أنّه كان يقول حينما يسمع المؤذن ابن النباح (٢) يقول في أذانه : « حيّ على خير العمل ، حي على خير العمل » : « مرحبا بالقائلين عدلاً ، وبالصلاة مرحبا وأهلاً » (٣).
وجاء عن محمد بن الحنفية أنّه ذكر عنده خبر بدء الأذان ، فقال : لمّا أُسري بالنّبي إلى السماء وتناهز إلى السماء السادسة ... ثم قال : حي على خير العمل ، فقال اللّه جل جلاله : هي أفضل الأعمال وأزكاها عندي ... (٤).
وهذه النصوص عن الأئمة : السجاد ، والباقر ، والصادق وقبلهم عن أمير المؤمنين علي عليهمالسلام وعن محمّد بن الحنفية كلّها تؤكّد تشريع الحيعلة الثالثة في الأذان الأوّل وعند الإسراء والمعراج.
ولا شكَّ أنّ الإمام عليا بكلامه السابق كان يشير إلى الجاحدين لرسالة الرسول والمنكرين لوصايته ، خصوصا بملاحظة سياق الرواية ، حيث إنّه كان يقول عند سماعه الشهادتين : « وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه وأنّ الّذين جحدوا محمّدا هم الكاذبون » ، وعند سماعه الحيعلة الثالثة : « مرحبا بالقائلين عـدلاً » ، كلّ ذلك تعريضا بمن جحدوها ورفعوها بغضا وعنادا.
__________________
(١) الأذان بحي على خير العمل : ٢٠. وانظر الباب الاول من هذه الدراسة ( حيّ على خير العمل الشرعية والشعارية ) صفحة ٥٣.
(٢) أو ابن التيّاح.
(٣) من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٨٨ / ح ٨٩٠ ، وسائل الشيعة ٥ : ٤١٨ / ح ٦٩٧٣ ، وقعة صفين : ٣٣٠ ، الفتوح لابن أعثم ٣ : ٨٥ ، شرح النهج ٨ : ١٤.
(٤) معاني الأخبار : ٤٢ / ح ٤ ، وعنه في بحار الأنوار ١٨ : ٣٤٤ / ح ٥٣ ، ومستدرك الوسائل ٤ : ٧٠ / ٤١٨٨.