فعلي بن أبي طالب هو خير العمل كما نصّت عليه حسنة ابن أبي عمير عن الكاظم عليهالسلام الآنفة ، وهي مؤ يدَّة بعشرات الأدلّة التي منها أنّ ضربةً واحدةً منه يوم الخندق عدلت عبادة الثقلين (١) ، فكيف بمن كان كلّ وجوده عدلاً وعملاً صالحا ، وهو خيّر البرية وخير البشر بعد الرسول بلا منازع.
وعن حذيفة ، عن رسول اللّه أنّه قال : لو علم الناس متى سُمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله ، تسمّى أميرَ المؤمنين وآدمُ بين الروح والجسد ؛ قال اللّه تعالى ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيء آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ )؟ قالت الملائكة : بلى ، فقال : أنا ربكم ، محمّد نبيّكم ، عليّ أميركم (٢).
إن أئمة النهج الحاكم قد عرفوا مغزى « خير العمل » ، وأنَّ اللّه قد أنزل أكثر من ثلاثمائة آية في علي وأهل بيته ، منها آية التطهير ، والمباهلة ، وسورة الدهر ، وقوله ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ ) (٣) ، و ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولِ وَأُوْلي الاْءَ مْرِ مِنكُمْ ) (٤) و ( فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) (٥) ، و ( فَسْـئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (٦) و ( إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ
__________________
(١) عوالي اللآلي ٤ : ٨٦ / ح ١٠٢ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ٤٥٥ / ح ٥٤٠٦ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ : ٣٤ / ٤٣٢٧ ، وفيهما : لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة ، المواقف ٣ : ٦٢٨ ، ٦٣٧ ، شرح المقاصد في علم الكلام ٢ : ٣٠١.
(٢) الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ٣٥٤ / ح ٥٠٦٦ ، اليقين لابن طاووس : ٢٣١ ، ٢٨٤ ، من طريق آخر. امثال هذه الروايات سنتعرض لها في آخر الكتاب « الشهادة الثالثة الشعار والعبادة ».
(٣) المائدة : ٥٥.
(٤) النساء : ٥٩.
(٥) الانفال : ٤١.
(٦) النحل : ٤٣ ، الأنبياء : ٧.