على أقّل تقدير.
فإنّ قوله عليهالسلام : « فإنّ خير العمل الولاية » يفهم بأنّ عمر بن الخطاب كان لا يريد أن يقع حثٌّ على الولاية ودعوةٌ إليها ، وهو ما يفنّد قول من يدّعي أنّ الضمير في ( عليها ) أو ( فيها ) راجع إلى الصلاة ، إذ لا يعقل أن يكون عمر لا يريد حثا على الصلاة والدعوة إليها لان منصبه يمنعه من ذلك ، مع أنّ الدعوة إلى الصلاة ، وإلى الفلاح قد كانت موجودة في الفصلين السابقين ، فلا معنى لحذفها ، فلم يبق إلاّ أن نقول بأنّ لـ « حي على خير العمل » معنىً آخر غير الصلاة والفلاح ، وهذا هو الصحيح ، ويتأكّد ذلك لكلّ من يتأمل قليلاً في لغة العرب ، إذ من غير الطبيعي أن يأتي العربي بالكناية بعد التصريح ، فالمؤذّن حينما يقول وبلسان عربي فصيح : « حيّ على الصلاة » فلا معنى لإتيانه بمعناها الكنائيّ ثانية.
نعم قد يمكن أن يأتي بالكناية أولاً ثم يصرّح بالمقصود ، كل هذا يرشدنا إلى أنّ المعنيَّ في جملة « حي على خير العمل » شيءٌ غير الصلاة ، وهو الّذي وضّحه آل بيت الرسالة.
وعليه ، فالمعنيُّ بالحيعلة الثالثة ـ وحسب كلام الإمام الكاظم ـ هو الولاية ، لأنّ الأذان ـ وكما وضّحنا سابقا (١) ـ هو بيان لأُصول العقيدة من التوحيد ، والنبوة ، والإمامة حسب نظر الإمامية ، لا أنّه مختصّ ببيان وقت الصلاة كما يفهمه الآخرون.
__________________
(١) انظر الكتاب الأوّل من هذه الدراسة ( حيّ على خير العمل الشرعية والشعار ية ) صفحة ١٤٩.