وما أكرمني اللّه بكرامة إلاّ وقد أكرمك بمثلها (١) ، وفي آخر : ما ذُكرتُ إلاّ ذُكرتَ معي (٢). وقد روت العامّة عن رسول اللّه قريبا من هذا ، إذ قال الرسول لعلي : ما سألتُ ربّي شيئا في صلاتي إلاّ أعطاني ، وما سألتُ لنفسي شيئا إلاّ سالتُ لك (٣).
ويمكن تقريب الاستدلال بخبر الأمالي ، فنقول : إنّ النكرة في سياق النفي تفيد العموم ، وكذا مقتضى مفهوم الحصر ، يفيد بأنّ كلّ مكرمة لرسول اللّه هي ممنوحة لعلي كذلك ، بعضها على نحو التشريع وبعضها على نحو التشريف ، وبما أنّ الشهادة بالرسالة في الأذان والإقامة هي مكرمة لرسول اللّه ، فيمكن أن نأتي بذكر عليّ مع الأذان لا على نحو الجزئية بل لمحبوبيتها النفسية ؛ امتثالاً لما جاء في مرسلة الاحتجاج من قوله عليهالسلام : « من قال محمد رسول اللّه فليقل علي أمير المؤمنين ». تحصيلاً للمثليّة التشريفيّة لا التشريعيّة.
وقد جاء عنهم عليهمالسلام : « ذكرنا عبادة » أو : « ذكر عليٍّ عبادة » (٤) ، وفي موثّقة أبي
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٥٨٢ / ، المجلس الرابع والسبعون / ح ١٦.
(٢) جاء في الرسالة العملية للشيخ زين العابدين خان الكرماني ( الموجز في احكام الطهارة والصلاة والصوم ... ) صفحة ١٧٤ ط مطبعة السعادة ، ببلدة كرمان في سنة ١٣٥٠ ه ، فصل كيفية الأذان : روى عن أبي سليمان ، عن رسول اللّه ، قال : سمعت رسول اللّه يقول ليلة اسرى بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله ـ وساق الحديث إلى ان قالـ ثم اطلقت الثانية فاخترت منها عليا وشققت له اسما من اسمائي فلا أذكر في موضع إلاّ ذكر معي فانا الاعلى وهو علي.
(٣) المعجم الأوسط ٨ : ٤٧ / ح ٧٩١٧ ، مجمع الزوائد ٩ : ١١٠ ، امالي المحاملي : ٢٠٤ ، ٣٦٨ / ح ١٨٥ ، ٤١٨ ، السنة لابن أبي عاصم ٢ : ٥٩٦ / ح ١٣١٣ ، شرح مذاهب أهل السنة ، لابن شاهين : ١٩١ / ح ١٣٥ ، سنن النسائي الكبرى ٥ : ١٥١ / ح ٨٥٣٢ ، خصائص عليّ : ١٥٦ / ح ١٤٧ ، ١٤٨ ، سنن الترمذي ٢ : ٧٢ / ح ٢٨٢ ، وفيه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي ، وكذا في سنن البيهقي الكبرى ٣ : ٢١٢ / ح ٥٥٨١ ، ومصنف عبدالرزاق ٢ : ١٤٤ / ح ٢٨٣٦ ، ومسند أحمد ١ : ١٤٦ / ح ١٢٤٣ ، وغيره.
(٤) الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ٢٤٤ / ح ٣١٥١ ، عن عائشة ، وعنه في كنز العمال ١١ : ٢٧٦ / ح ٣٢٨٩٤ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٥٦ ، سمط النجوم العوالي ٣ : ٦٤.