وفي شعر خالد بن يزيد بن معاو ية بن أبي سفيان إشارة إلى من كان يرفع الآل مع ذكر الرسول ـ بعد واقعة الطف ـ إذ قال :
نقمت عليّ بنو أمية أنّني |
|
أبغي النجاة وللنّجاةِ أريدُ |
أهوى عليّا والحسينَ وصنوه |
|
عهدي بذلك مبدئٌ ومعيدُ |
لو أنّني يوم الحسين شهدته |
|
لنصرته ربِّي بذاك شهيدُ |
يا ليت لم يكُ لي معاويةٌ أبا |
|
في العالمين ولا الشقيُّ يزيدُ |
واللّه يُخرجُ من خبيثٍ طَيِّبا |
|
جاء القُران بذاك وهو وَكيدُ |
يا هاشمُ ، المبعوثُ فينا أحمدٌ |
|
إنّ المطيفَ ببعضكم لسعيدُ |
في كلّ يوم خمسة مفروضة |
|
يعلو الأذان بذكركم ويشيدُ |
ولكم مساكنه وأهل جواره |
|
ومرافقوه وحوضه المورودُ |
وإذا تشاء سقيتم من شئتُمُ |
|
وعدوّكم عن ورده مردود (١) |
إنّ حكاية الإمام الباقر للإسراء والمعراج وتشريع الأذان فيه ـ بما فيه الحيعلة الثالثة (٢) ـ وما قاله الإمام الصادق عن القوم وأنّهم غيروا اسم الإمام علي الموجود على ساق العرش إلى ابي بكر ، إلى غيرها من الحقائق التي اتضحت لنا ، وسـنقف على المزيد منها لاحقا ، كُلّها حجج مؤ يّدة لما قلناه.
وها هو الآن أمامك كلام الإمام الكاظم ، وقد جاء ظاهرا صريحا وامتدادا للسيرة والشرع ، مذّكرا عليهالسلام ومنوها إلى أنّ معنى الحيعلة الثالثة هو بيان لـ « محمد وعلي خير البشر » و « أشهد أن عليا ولي اللّه » و « محمد وآل محمد خير البرية » لا غير ، وأنّ القوم لا يريدون الإشادة بذكر علي وأولاده المعصومين.
ومفهوم كلامه عليهالسلام : « أنّ عمر أراد أن لا يكون حثٌّ عليها ودعاء إليها » أي إلى
__________________
(١) العقد النضيد والدر الفريد ، لمحمد بن حسن القمي : ١٦٣ ـ ١٦٤.
(٢) وسائل الشيعة ٥ : ٤١٤ / ح ٦٩٦٤.