نسيئا (١) ؛ كأنّ الشهر الذي حجّ فيه العام السابق قد نسي ، وهو المراد
__________________
في الجاهلية.
وأما الشيخ الصدوق رحمه اللّه ؛ فقال في كتاب النبوة أنّه كان في الليلة الثانية عشر من جمادى الآخرة.
(١) قال السيوطي في كتابه : الوسائل إلى معرفة الأوائل : ١٥٦ : أوّل من نسأ النسيء : حذيفة بن عبد فقيم [كذا] ، وروى أبو بكر الجراعي الحنبلي في كتابه : الأوائل : ١١٩ عن أبي علي القالي أنّه ذكر في الأمالي [٤/١] إنّ الذي نسأ الشهور : نعيم بن ثعلبة.
وقال أبو هلال العسكري في أوائله : ٣٥ ـ ٣٦ [طبعة دار الكتب العربية ـ بيروت] : أول من نسأ النسيء القلمس : وهو حذيفة بن عبد بن فقيم .. وتوارثه بنوه ، فكان آخرهم الذي أدرك الإسلام أبو ثمامة ..إلى أن قال : كانت العرب إذا فرغوا من حجهم اجتمعوا بمنى إليه ـ يعني القلمس ـ فأحّل لهم من الشهور ما أحلّ وحرم ما حرم ، فأحلوا ما أحل وحرموا ما حرم ، وكان إذا حرم أربعة الأشهر ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي حرم اللّه حرموها ، فإذا أراد أن يحلّ منها شيئا أحلّ المحرم فأحلّوه وحرم فكأنّه صفرا فحرموه لتواطي عدّة الأربعة الأشهر ..
وذكر أبو عبد اللّه محمّد بن أبي طالب الأنصاري (شيخ الربوة) في كتابه : نخبة الدهر في عجائب البرّ والبحر : ٣٧٧ ما نصه : أوّل من نشأ الشهور هو : عمرو خزاعة ، وبحر البحيرة ، وسيب السائبة .. ومعنى النسيء : التأخير ؛ كانوا يؤخّرون رجب إلى شعبان ، والمحرم إلى صفر ؛ فإذا قاتلوا في شهر حرام حرّموا مكانه شهرا آخرا من شهور المحلّ .. ثمّ قال : ومن النسيء ـ أيضا ـ تأخير الحج عن وقته في كل سنة أحد عشر يوما حتّى ـ