ولقد احتجّ به عليه الصلاة والسلام ـ فيما احتجّ ـ يوم الشورى كما سيأتي في ما بعد إن شاء الله ـ لأولويّته بالإمامة والخلافة وأفضليّته من سائر الصّحابة ، ولقد سلّم الحاضرون منهم بذلك واعترفوا بتلك الفضائل ، ومن المحال ـ حسب اعتقاد أهل السنة في الصحابة ـ أن يعترفوا ويسلّموا بما لم يثبت ، ولا سيّما أهل الشّورى منهم الذين فوضّ إليهم أمر الخلافة ، وزعم عمر أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مات وهو راض عنهم ...
ولنعم ما أفاد الشيخ المفيد قدسسره حيث قال : « إن التواتر قد ورد بأن أمير المؤمنين عليهالسلام احتج به في مناقبه يوم الدار فقال : أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم ايتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطائر ، فجاء أحد غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : اللهم اشهد. فاعترف الجميع بصحته ، ولم يكن أمير المؤمنين عليهالسلام ليحتج بباطل ، لا سيّما وهو في مقام المنازعة والتوصل بفضائله إلى أعلى الرتب التي هي الإمامة والخلافة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإحاطة علمه بأنّ الحاضرين معه في الشورى يريدون الأمر دونه ، مع قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار » (١)
قال القاضي عياض بعد كلامه الذي أوردناه سابقا حول القطع بقصّة انشقاق القمر : « وكذلك قصة نبع الماء وتكثير الطعام ، رواها الثقات والعدد الكثير عن الجمّاء الغفير عن العدد الكثير من الصحابة ، ومنها ما رواه الكافّة
__________________
(١) الفصول المختارة من العيون والمحاسن : ٦٥.