الناس عليه طريف (١) إذ الشعراء يميلون إلى الجانب الذي تحصل أغراضهم (٢) يذمون الممدوح ويمدحون المذموم ( أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ) إلى آخر السورة (٣).
وعارض (٤) بالاعتماد على قول رشيد الهجري (٥) والسيد الحميري (٦)
__________________
(١) ن : ظريف.
(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن ، وفيها : يشاءون.
(٣) ( وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ. وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) الشعراء ٢٢٤ حتى ٢٢٧.
(٤) العثمانية : ١٢٨.
(٥) من اصحاب أمير المؤمنين الاوفياء وكان يحمل علم البلايا والمنايا.
قال النجاشي وبسنده عن ابي حيان البجلي عن قنواء بنت رشيد الهجري قال : قلت لها : اخبريني ما سمعت من ابيك؟ قالت : سمعت ابي يقول : اخبرني امير المؤمنين عليهالسلام فقال يا رشيد كيف صبرك اذا ارسل اليك دعي بني امية فقطع يديك ورجليك ولسانك؟ قلت : يا امير المؤمنين اخر ذلك الى الجنة؟ فقال : يا رشيد انت معي في الدنيا والآخرة.
قالت : فو الله ما ذهبت الايام حتى ارسل اليه عبيد الله بن زياد الدعي ، فدعاه الى البراءة من امير المؤمنين عليهالسلام فابى ان يبرأ منه ، فقال له الدعي ، فباي ميتة قال لك تموت؟ فقال له : اخبرني خليلي انك تدعوني الى البراءة منه فلا ابرأ فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني.
فقال : والله لاكذبن قوله فيك.
قال : فقدموه فقطعوا يديه ورجليه وتركوا لسانه ، فحملت اطراف يديه ورجليه فقلت : يا ابت هل تجد الما لما اصابك؟ فقال : لا يا بنية الا كالزحام بين الناس ، فلما احتملناه واخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله فقال : ايتوني بصحيفة ودواة اكتب لكم ما يكون الى يوم الساعة ، فارسل اليه الحجام حتى يقطع لسانه ، فمات رحمة الله عليه في ليله.
قال : وكان امير المؤمنين عليهالسلام يسميه رشيد البلايا ، وكان قد القى اليه علم المنايا والبلايا وكان حياته اذا لقي الرجل قال له : فلان انت تموت بميتة كذا وتقتل انت يا فلان بقتلة كذا وكذا فيكون كما يقول رشيد. و ( رشيد ) بضم الراء مصغرا.
انظر : تنقيح المقال : ١ / ٤٣١ رجال الكشي : ١ / ٢٩٠ رجال ابن داود : ٩٥.
(٦) هو اسماعيل بن محمد بن يزيد بن وداع الحميري الملقب بالسيد.