اختاره بالحكم عليه وله (١) وبعث خصمه رسولا قد اختاره بالحكم عليه وله فكان (٢) رسوله المخدوع ورسول خصمه الخادع (٣) ثم رجعت الأمور إلى خصمه وانتزعت منه ومن ولده مرة بالبطش ومرة بالحيلة (٤).
وذكر موافقة أصحاب عدو (٥) أمير المؤمنين لأميرهم ومخالفة أصحاب أمير المؤمنين له قال وهو يسر حسوا في ارتغاء فلم يكن ذلك عارا عندنا ولا عندكم على علي (٦). والذي يقال على هذا إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه لم يحكم من أشار إليه ولقد كذب فيما ادعاه بل كان رأيه تصويب مرامي الحتف إلى عدوه وإرهاف شفار الصوارم إلى مخالفة فشرع أعداؤه في رفع المصاحف عند صدام المزاحف واعتراض الأخطار الخواطف فأثر ذلك في ضعفة أصحابه فبردوا أوار الحرب بجهالاتهم وصدوه عن إيثاره بسفاهاتهم.
وقد كاد (٧) عبد الله بن بديل (٨) يقتنص عدوه فريسة عزمه وطعمة
__________________
(١) لا توجد في : ج.
(٢) ق ون : وكان.
(٣) المصدر : المخادع.
(٤) العثمانية : ١٩٥.
(٥) لا توجد في : ن.
(٦) العثمانية : ١٩٥.
(٧) ن : كان.
(٨) عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي من افاضل اصحاب علي عليهالسلام واعيانهم.
قال عنه ابن الاثير في اسد الغابة : اسلم مع ابيه قبل الفتح وكان سيد خزاعة وشهد الفتح وحنينا والطائف وتبوك وكان له نخل كثير وقتل هو واخوه عبد الرحمن بصفين مع علي وكان ( يعني عبد الله ) على الرجالة وهو الذي صالح اهل اصبهان مع عبد الله بن عامر في خلافة عثمان سنة تسع وعشرين قال الشعبي كان على عبد الله بن بديل درعان وسيفان وهو يضرب اهل الشام ويقول :
لم يبق الا الصبر والتوكل |
|
ثم التمشي في الرعيل الاول |