ورجح عبد الله بن عباس في معرفة التأويل قال في معرفته ولم نجد عند أحد شطره ولا قريبا منه (١) يعرض بأمير المؤمنين.
ويكفينا في الشهادة (٢) على تكذيبه ذل الحبر المعظم ابن عباس بين يديه واستخذاؤه عند ما نبهه عليه (٣) من معنى ( الْعادِياتِ ) عليه وقد سلف (٤) من طريق لا يتهم فأراد الجاحظ أن يضع من علي فرفع منه إذ كان المدعى له معرفة التأويل ضارعا عنده مستفيدا منه مقرا على نفسه بالعجز عن مداناته على ما أسلفت فأراد الجاحظ أن يذم فمدح وأن يفضح فافتضح.
__________________
ان عمر قرأ على المنبر : ( فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا. وَعِنَباً وَقَضْباً. وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً. وَحَدائِقَ غُلْباً. وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) ، قال : كل هذا عرفناه فما الاب؟ ثم رفض عصا كانت في يده فقال : هذا لعمر الله هو التكلف ، فما عليك ان لا تدري ما الاب؟ اتبعوا ما بيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به وما لم تعرفوه فكلوه الى ربه. وفي لفظ اخر : قال انس : بينا عمر جالس في اصحابه اذ تلا هذه الآية : ( فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا ) ... الى اخرها ثم قال : هذا كله عرفناه فما الاب؟ قال : وفي يده عصية يضرب بها الارض فقال : هذا لعمر الله التكلف ، فخذوا ايها الناس بما بيّن لكم فاعملوا به ، وما لم تعرفوه فكلوه الى ربه. وبلفظ اخر ان عمر قرأ هذه الآية فقال : كل هذا عرفناه فما الاب؟ ثم رفض عما كانت بيده وقال : هذا لعمر الله التكلف ، وما عليك يا ابن ام عمر ان لا تدري ما الاب ، ثم قال : اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب وما لا فدعوه وعن ثابت : ان رجلا سأل عمر بن الخطاب عن قوله : ( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) : ما الاب؟ فقال عمر : نهينا عن التعمق والتكلف اورد هذه الاحاديث :
ابن جرير في تفسيره : ٣٠ / ٣٨ والحاكم في المستدرك : ٢ / ٥١٤ والخطيب في تاريخ بغداد : ١١ / ٤٦٨ والزمخشري في الكشاف : ٣ / ٢٥٣ ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ٤٩ وابن الاثير في النهاية : ١ / ١٠ وابن كثير في تفسيره : ٤ / ٤٧٣ والخازن في تفسيره : ٤ / ٣٧٤ والسيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٣١٧ والمتقى في كنز العمال : ١ / ٢٢٧ وابن حجر في فتح الباري : ١٣ / ٢٣٠ والقسطلاني في ارشاد الساري : ١٠ / ٢٩٨.
(١) العثمانية : ١٢٢.
(٢) ن : بالشهادة.
(٣) ج : تممه.
(٤) ص : (١٠٧).