وهذا شاهد تكثير (١) النكاية في المشركين والأثر البين في الكافرين. وقد ذكر الثعلبي أن الجراح أثبتت عمرا يوم بدر فلم يحضر أحدا (٢).
ومن أثبتته (٣) الجراح وبعد شرب كأسه أقدم على الحرب متقدما أبطالا كثيرة كانوا معه في الجيش يطلب المبارزة عين الندب الشجاع وقلب أنجاد البهم المكافحين.
وحكى الثعلبي صورة حال محاورته عليا قبل مصاولته تشهد بأن المشار إليه كان من النجدة في قلتها والشجاعة في ذروتها (٤).
__________________
(١) ن : ثليين ( كذا ).
(٢) الكشف والبيان : مخطوط.
(٣) ن : اثبته.
(٤) روى الحاكم في المستدرك : ٣ / ٣٢ بسنده عن ابن اسحاق ، قال : كان عمرو بن عبدود ثالث قريش وكان قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة ولم يشهد أحدا ، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مشهده ، فلما وقف هو وخيله قال له علي ـ عليهالسلام ـ : يا عمرو قد كنت تعاهد الله لقريش ان لا يدعوك رجل الى خلتين الا قبلت منه احداهما ، فقال عمرو : اجل ، فقال له علي ـ عليهالسلام ـ : فاني ادعوك الى الله عز وجل والى رسوله والى الاسلام. فقال : لا حاجة لي في ذلك ، قال : فاني ادعوك الى البراز ، قال : يا ابن اخي لم؟ فو الله ما احب ان أقتلك فقال علي عليهالسلام : لكني والله أحب ان اقتلك ، فحمى عمرو فاقتحم عن فرسه فعقره ثم أقبل فجاء الى علي عليهالسلام وقال : من يبارز؟ فقال علي عليهالسلام وهو مقنع في الحديد فقال : انا له يا نبي الله ، فقال انه عمرو بن عبدود ، اجلس فنادى عمرو : الاّ رجل؟ فاذن له رسول الله ـ صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم ـ فمشى اليه علي عليهالسلام وهو يقول :
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز |
|
ذو نبهة وبصيرة والصدق منجي كل فائز |
إني لأرجو ان اقيم عليك نائحة الجنائز |
|
من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز |
فقال له عمرو : من أنت؟ قال : أنا علي ، قال ابن من؟ قال : ابن عبد مناف ، أنا علي ابن أبي طالب ، فقال : عندك يا ابن أخي من اعمامك من هو أسن منك فانصرف فاني أكره أن أهريق دمك ، فقال علي عليهالسلام : لكني والله ما اكره أن أهريق دمك ، فغضب فنزل فسلّ