وأما الشجاعة فهو شيء تعرفه النصارى كما يعرفه المسلمون والبعداء كما يعرفه الأقربون (١).
__________________
حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الانفاق الا سعة وكثرة ، حفظت مائة فصل من مواعظ علي ابن أبي طالب.
ولما قال محقن بن ابي محقن لمعاوية : جئتك من عند أعيا الناس ، قال له : ويحك ، كيف يكون أعيا الناس! فو الله ما سن الفصاحة لقريش غيره.
ومطالب السؤول : ٢٨ قال في تعداد العلوم التي تنتهي اليه ـ عليهالسلام ـ.
رابعها : علم البلاغة والفصاحة ، وكان فيها اماما لا يشق غباره ، ومقدما لا تلحق آثاره.
« علم الطريقة والتصوف »
ابن ابي الحديد في شرح النهج : ١ / ١٩ قال :
ومن العلوم ، علم الطريقة والحقيقة ، وأحوال التصوف ، وقد عرفت أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الاسلام اليه ينتهون ، وعنده يقفون ، وقد صرح بذلك الشبلي ، والجنيد ، وسرّي ، وأبو يزيد البسطامي ، وأبو محفوظ معروف الكرخي ، وغيرهم ، ويكفيك دلالة على ذلك ، الخرقة التي هي شعارهم الى اليوم ، وكونهم يسندونها باسناد متصل اليه ـ عليهالسلام ـ
مطالب السؤول : ٢٨. قال :
وخامسها : علم تصفية الباطن ، وتزكية النفس ، فقد اجمع أهل التصوف من أرباب الطريقة ، وأئمة الحقيقة ، ان انتساب خرقتهم ومرجعهم في آداب طريقتهم ومردهم في أسباب حقيقتهم الى علي ـ عليهالسلام ـ.
(١) قال ابن ابي الحديد في شرح النهج : ١ / ٢٠.
وأما الشجاعة ، فانه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله ، ومحى اسم من يأتي بعده ، ومقاماته في الحرب مشهورة ، يضرب بها الأمثال الى يوم القيامة ، وهو الشجاع الذي ما فرّ قط ، ولا ارتاع من كتيبة ولا بارز احدا الاّ قتله ، ولا ضرب ضربة قط فاجتاحت الاولى الى ثانية ، وفي الحديث : كانت ضرباته وترا ، ولما دعا معاوية الى المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل احدهما ، قال له عمرو : لقد انصفك فقال معاوية : ما غششتني منذ نصحتني الا اليوم ، أتأمرني بمبارزة ابي الحسن وأنت تعلم انه الشجاع المطرق! ، أراك طمعت في امارة الشام بعدي. وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته فأما قتلاه فافتخار رهطهم بانه ـ عليهالسلام ـ قتلهم أظهر واكثر ، قالت اخت عمرو بن عبدود ترثيه :
لو كان قاتل عمرو غير قاتله |
|
بكيته ابدا ما دمت في الابد |
لكن قاتله من لا نظير له |
|
وكان يدعى ابوه بيضة البلد |