جانب أمير المؤمنين عليهالسلام من الممادح عند صدقته بالخاتم على ما رواه الخصم (١) وعند مناجاته على ما رواه المخالف (٢) وعند صدقته بأربعة
__________________
الأرض ، فانه سينفق عليك ماله حتى يخل عباءته في عنقه.
وانتم رويتم أيضا ان الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ ) الآية لم يعمل بها الاّ علي بن ابي طالب وحده ، مع اقراركم بفقره وقلة ذات يده ، وأبو بكر في الذي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته ، فعاتب الله المؤمنين في ذلك فقال : ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ ) فجعله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه. وهو امساكهم عن تقديم الصدقة ، فكيف سخت نفسه بانفاق اربعين ألفا وامسك عن مناجاة الرسول؟ وانما كان يحتاج الى اخراج درهمين.
واما ما ذكرتم من كثرة عياله ونفقته عليهم ، فليس في ذلك دليل على تفضيله لأن نفقته على عياله واجبة ، مع أن أرباب السير ذكروا انه لم يكن ينفق على ابيه شيئا وانه كان أجيرا لابن جدعان على مائدته يطرد عنها الذباب.
(١) تأتي الاشارة الى ذلك عما قريب ان شاء الله تعالى.
(٢) روى ذلك ابن جرير الطبري في تفسيره : ٢٨ / ١٤ بسنده عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) قال : نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم حتى يتصدقوا فلم يناجه احد الاّ علي بن ابي طالب عليهالسلام قدم دينارا صدقة تصدق به ثم انزلت الرخصة.
وذكر السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية المذكورة ، والمتقي أيضا في كنز العمال : ١ / ٢٦٨ والمحب الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ٢٠٠ كلهم بسندهم عن علي عليهالسلام قال :
ان في كتاب الله لآية ما عمل بها احد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى ، ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) ، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قدمت بين يدي درهما ، ثم نسخت فلم يعمل بها احد ، فنزلت : ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) ، الآية.
وذكر ايضا الزمخشري في الكشاف في تفسير الآية المذكورة :
انها نزلت بشأن علي عليهالسلام وساق الحديث وكذلك الواحدي ايضا في أسباب النزول : ص ٣٠٨.
وقد أورد جماعة كثيرة حديث المناجاة نذكر منهم : النسائي في الخصائص : ٥٦ والحاكم في