رأيت في كلام ابن عباد وله مقامات ساميات في تفضيل أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأحسن جزاء ابن عباد فيما قصد إليه.
وعند الخصوم أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال كونوا مع السواد الأعظم وهذا ملقح الفتن عدل عن فنون الطرق (١) وسلك في سبيل وعر جدا فحاق به غضب الله وغضب رسوله وغيرهما.
أقول إن المشار إليه ذكر حديث المؤاخاة وادعى أن المؤاخاة كانت بين (٢) علي وسهل بن حنيف (٣) وادعى أن هذا لا دافع له وأورد على نفسه أن تكون المؤاخاة بين علي وسهل وبين النبي وعلي وذلك لا يتنافى (٤) وأورد على ذلك أنه لم يجد (٥) بذلك إسنادا يثق به أصحاب الحديث وأنه كان ينبغي أن يؤاخي بينه وبين أفضل الأنصار حيث رضيه لنفسه (٦).
والذي يقال على الجاهل بالكتاب والسنة عدو أمير المؤمنين عليهالسلام إنا قد روينا فيما سلف الحديث من طريق ربع المنتسبين إلى
__________________
الرّد قد ضاع في جملة الكتب الّتي ضاعت وفقدت ولعلّ الأيدي الاثيمة هي الّتي اتلفته عمدا.
ولكن ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على نهج البلاغة أورد قسما منه ضمن كتابه. وقد جمع هذه النصوص المتفرّقة الاستاذ حسن السندوبي في كتابه ( رسائل الجاحظ ) وجاء بها حسب ترتيب ذكرها في شرح نهج البلاغة. ثمّ انّه لما طبع كتاب العثمانيّة في القاهرة سنة ١٣٧٤ بتحقيق عبد السلام هارون قام المحقّق بطبع تلك النصوص على شكل كتّيب والحقه مع العثمانيّة وطبعه معه في آخره.
(١) ن : الطريق.
(٢) ق : من.
(٣) العثمانيّة : ١٦٠.
(٤) العثمانيّة : ١٦٠.
(٥) ن : نجد.
(٦) العثمانية : ١٦١.