فإن قيل لو لم يكونوا أرباب خصائص ما عول عمر عليهم قلنا هذا ليس دالا على فضيلة باطنة توازي فضيلة (١) من شهد له الخصم بصلاح الباطن وشهد له النبي عليهالسلام بأن الشاك فيه بائر وسوف يأتي الحديث في هذا (٢) بفصه (٣) عند الحاجة إليه (٤).
ويقول لسان الجارودية (٥) إن إدخال من أدخل في الشورى إنما يثبت فضلهم لو كان المدخل لهم رسول الله أو من لا يتهم في تدبيره بوجه من الوجوه وأين ذاك أضربنا عن هذا فإن المدخل لهم في الشورى عابهم وتنقصهم (٦).
__________________
(١) لا توجد في : ق.
(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.
(٣) ن : نقصّه.
(٤) ص : (٣٩).
(٥) الجارودية اصحاب أبي الجارود ، يذهبون الى أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نص على علي عليهالسلام بالوصف دون التسمية والامام بعده علي والناس قصّروا حيث لم يتعرفوا الوصف ولم يطلبوا الموصوف وانما نصبوا أبا بكر باختيارهم فكفروا بذلك. واختلفت الجارودية فساق بعضهم الامامة من علي عليهالسلام الى الحسن ثم الى الحسين ثم الى علي بن الحسين ثم الى زيد بن علي ثم منه الى الامام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين وقالوا بامامته ثم اختلفوا فمنهم من قال انه لم يقتل وهو بعد حي وسيخرج فيملأ الأرض عدلا ومنهم من أقر بموته وساق الامامة الى محمد بن القاسم بن علي بن الحسين بن علي بن صاحب الطالقان ومنهم من قال بامامة يحيى بن عمر صاحب الكوفة وقد قتل في أيام المستعين ، الملل والنحل ١ / ١٦٣ و ١٦٤.
(٦) ذكر ابن ابي الحديد في شرح النهج : ١ / ١٨٥.
ان عمر لما طعنه ابو لؤلؤة ، وعلم انه ميت ، استشار فيمن يولّيه الأمر بعده فأشير عليه بابنه عبد الله ، فقال : لاها الله اذا لا يليها رجلان من ولد الخطاب ، حسب عمر ما حمّل ، حسب عمر ما احتقب ، لاها الله لا اتحملها حيا وميتا.
ثم قال : ان رسول الله مات وهو راض عن هذه الستة من قريش : علي ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير وسعد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وقد رأيت أن أجعلها شورى بينهم ليختاروا لأنفسهم.
ثم قال : ان استخلف فقد استخلف من هو خير مني ـ يعني أبا بكر ـ وان أترك فقد ترك من هو خير مني ـ يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ.