المتقلب (١) في حطامه المغذو بشبهات طعامه. وهذا يوضح لك حيف سفه الساقط إذ مدح أبا بكر بكثرة المال وإنفاقه في سبيل الله مما لم يثبت برهانه وعاب أمير المؤمنين بكثرة المال مع إقراره بما وقفه في سبيل الله من الوقوف المتعددة وشهدت به الروايات من ذلك وغيره من نفقته في سبيل الله.
وأما أنه خلف ذهبا أو فضة فإن صاحب كتاب الاستيعاب قال (٢) وثبت عن الحسن بن علي من وجوه أنه قال لم يترك أبي إلا ثمانمائة درهم أو سبعمائة فضلت من عطائه كان يعدها لخادم يشتريها لأهله (٣)
__________________
وحكى ابن ابي العيناء قال : كنت عند ابن ابي دؤاد بعد قتل ابن الزيات فجيء بالجاحظ مقيدا وكان في اسبابه وناحيته وعند ابن ابي دؤاد محمد بن منصور ، وهو اذ ذاك يلي قضاء فارس وخوزستان فقال ابن ابي دؤاد للجاحظ : ما تاويل هذه الآية : ( وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) هود : ١٠٢ فقال : تلاوتها تاويلها اعز الله القاضي ، فقال : جيئوا بحداد ، فقال اعز الله القاضي ، ليفك عني أو يزيدني؟ فقال : بل ليفك عنك ، فجيء بالحداد وغمزه بعض أهل المجلس ان يعنف بساق الجاحظ ويطيل اسره قليلا ، ففعل ، فلطمه الجاحظ وقال : اعمل عمل شهر في يوم وعمل يوم في ساعة وعمل ساعة في لحظة ، فان الغرر على ساقي وليس بجذع ولا ساجة ، فضحك ابن ابي دواد وأهل المجلس منه ، وقال ابن ابي دواد لمحمد بن منصور : انا اثق بظرفه ولا اثق بدينه. انظر وفيات الاعيان : ٥ / ٩٤ ـ ١٠٣ وترجمة ابن الزيات الى : مروج الذهب : ٤ / ٥ ـ ٦ وتاريخ ابن الاثير : ٧ / ٣٦.
(١) ج ون : المنقلب.
(٢) المصدر بزيادة : قد.
(٣) الاستيعاب : ٣ / ١١١٢.
ورواه ايضا الحاكم في مستدركه : ٣ / ١٧٣.
بسنده عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : خطب الحسن بن علي عليهماالسلام على الناس حين قتل علي عليهالسلام ، فحمد الله واثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الاولون ولا يدركه الاخرون ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، وما ترك على أهل الارض صفراء ولا بيضاء الا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه اراد ان يبتاع بها خادما لاهله ( الحديث ).