واعترض الطعن بخلاف سلمان على أبي بكر بوهن (١) حاله في الإسلام (٢) وهو دفع للمعلوم وبأنه ولي لعمر بن الخطاب وبأنه كان عند عمر معظما ولا يكون عنده معظما من (٣) يطعن في أبي بكر ونبه على ذلك بأن عمر نازل أبا بكر في خالد بن سعيد لما عقد له على أجناد الشام لما وقعت منه كلمة في بيعة أبي بكر حتى عزله (٤).
والذي يقال على هذه الجملة أن أبا عمر صاحب كتاب الاستيعاب المغربي قال في جملة صفاته (٥) أول مشاهده الخندق ولم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان خيرا (٦) فاضلا عالما زاهدا متقشفا (٧) وذكر جملة حسنة من حال زهده وتقشفه (٨).
__________________
(١) ق : موهن.
(٢) قال الجاحظ : انه ليس من المهاجرين ولا ممن شهد بدرا ولا احدا ولا لقي في الله ما لقي نظراؤه عند الناس كبلال وصهيب وخباب وعمار ولا كان من ( الَّذِينَ آوَوْا ، وَنَصَرُوا ) ، وذكروا في القرآن وقدموا وكان حديث الإسلام ، قليل المشاهد ، وانما اسلم حتى انحسرت الشدة وانكشف عنهم معظم الكربة ... الى اخر كلامه. انظر العثمانية : ١٧٨.
(٣) ق : لمن.
(٤) العثمانية : ١٧٨ ـ ١٧٩.
(٥) يعني سلمان الفارسي.
(٦) في المصدر بزيادة : حبرا.
(٧) الاستيعاب : ٢ / ٦٣٥.
(٨) قال صاحب الاستيعاب : ذكر هشام بن حسان عن الحسن قال : كان عطاء سلمان خمسة الاف ، وكان اذا خرج عطاءه تصدق به ، وياكل من عمل يده ، وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها. وذكر ابن وهب وابن نافع عن مالك قال : كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه ، ولا يقبل من احد شيئا ، قال : ولم يكن له بيت وانما كان يستظل بالجذور والشجر : وان رجلا قال له : الا ابني لك بيتا تسكن فيه؟ فقال : مالي به حاجة ، فما زال به الرجل حتى قال له : اني اعرف البيت الذي يوافقك ، قال : فصفه لي ، قال : ابني لك بيتا اذا انت قمت فيه اصاب رأسك سقفه ، وان انت مددت فيه رجليك اصاب اصابعهما الجدار ، قال : نعم ، فبنى له بيتا كذلك. الاستيعاب : ٢ / ٦٣٥.