مثل علي بن أبي طالب لو لا علي لهلك عمر (١) وكذا نبه عثمان (٢) والأمر في هذا واضح.
__________________
(١) قال الخوارزمي في مناقبه (٣٩) :
وبهذا الاسناد عن أبي سعيد السمان هذا أخبرني أبو عبد الله الحسين بن هارون القاضي الضبي املاءا ولفظا أخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن اسحاق سنة ثلاثين وثلاثمائة انّ عليّ بن محمد النخعي حدثه ، قال : حدّثني سليمان بن ابراهيم المحاربي ، حدّثني : نصر بن مزاحم بن نصر المقري حدّثني ابراهيم الزبرقان التيمي ، حدّثني أبو خالد ، حدّثني زيد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ قال : لما كان في ولاية عمر ، اتي بامرأة حامل ، سألها عمر عن ذلك فاعترفت بالفجور فأمر بها عمر أن ترجم فلقيها عليّ بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ فقال : ما بال هذه المرأة؟ فقالوا : أمر بها عمر أن ترجم ، فردّها عليّ ـ عليهالسلام ـ فقال له : أمرت بها أن ترجم؟ فقال : نعم اعترفت عندي بالفجور ، فقال : هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ ثمّ قال له عليّ ـ عليهالسلام ـ : فلعلك انتهرتها أو اخفتها؟ فقال عمر : قد كان ذلك قال عليّ ـ عليهالسلام ـ : أو ما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لا حدّ على معترف بعد البلاء ، انه من قيّدت أو حبست أو تهدّدت فلا اقرار له ، فخلى عمر سبيلها ثم قال : عجزت النساء أن يلدن مثل عليّ بن أبي طالب : لو لا علي لهلك عمر.
وجاء هذا الحديث أيضا في الرياض النضرة : ٢ / ١٩٥ باختلاف في اللفظ ومطالب السؤول : ١٣ وينابيع المودّة : ٧٥ وأرجح المطالب : ١٢٤ ، وفرائد السمطين : ١ / ٣٥٠.
(٢) موطأ مالك بن أنس كتاب الحدود : ص ١٧٦ قال :
ان عثمان بن عفّان اتي بامرأة قد ولدت في ستّة أشهر ، فأمر بها أن ترجم فقال له عليّ بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ : ليس ذلك عليها ، ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) وقال : ( وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ ) فالحمل يكون ستّة أشهر فلا رجم عليها. فبعث عثمان في اثرها فوجدها قد رجمت.
وأورده أيضا البيهقي في سننه : ٧ / ٤٤٢ والسيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) من سورة الأحقاف روى بسنده وبألفاظ مختلفة وبزيادة : فقال عثمان : والله ما فطنت لهذا ، عليّ بالمرأة فوجدوها قد فرغ منها.
وكان من قولها لاختها : يا اخية لا تحزني فو الله ما كشف فرجي احد قط غيره قال : فشب الغلام بعد فاعترف الرجل به وكان أشبه الناس به.