ولم يذكر المدغل طائلا حتى يكون الكلام بحسبه.
ثم من المستغرب أن يكون لمنصور ملقح الفتن شرف بمحاربة مستجيبيه ولا يكون لأمير المؤمنين عليهالسلام الشرف بمحاربة يمينه كما أسلفت (١).
ولقد ضرب مقدم العلماء في زمنه ابن الخطيب الرازي (٢) المثل بأمير المؤمنين عليهالسلام وحاتم هذا في شجاعته وهذا في سخاوته جاعلا ذلك في جانب الأمور الضرورية والعلوم الجلية.
ولقد بلغنا خبر طريف عن رجل يقال له مفرج الفرنجي وقد حضر
__________________
سيفه كأنه شعلة نار ، ثم اقبل نحو علي عليهالسلام مغضبا واستقبله علي ـ عليهالسلام ـ بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه ، وضربه علي ـ عليهالسلام ـ على حبل العاتق فسقط وثار العجاج فسمع رسول الله ـ صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم التكبير فعرف ان عليا عليهالسلام قتله ( الى آخر الحديث ).
وذكره الشبلنجي ايضا في نور الابصار : ص ٧٩.
وزاد ابياتا لعمرو يقول :
ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز |
|
ووقفت إذ وقف الشجاع مواقف القرن المناجز |
وكذاك اني لم أزل متسرعا قبل الهزاهز |
|
ان الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز |
فأجابه علي عليهالسلام :
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
( الى آخر الأبيات المتقدمة ).
(١) لا توجد في : ن.
(٢) هو محمد بن عمر بن الحسن ، التميمي البكري الرازي الشافعي المعروف بالفخر الرازي وبابن خطيب الري. مفسر متكلم فقيه اصولي اديب شاعر طبيب ، ولد بالري سنة ٥٤٣ وقيل ٥٤٤ وتوفي سنة ٦٠٦ ه له تآليف كثيرة منها التفسير الكبير.
انظر : وفيات الأعيان : ١ / ٦٠٠ وطبقات الشافعية : ٥ / ٣٥. ميزان الاعتدال : ٢ / ٣٢٤ لسان الميزان : ٤ / ٤٢٦.