وأما أنه لو كانت الآية كما تزعم الروافض كما قال لعرفها ابن عباس فقد روينا عنه (١) ما يشهد بما حاولناه من غير طريق الروافض كما زعم وأراه إشارة إلى قوله تعالى ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية. ادعى أن العثمانية فضلت أبا بكر على علي بما أن النبي صلىاللهعليهوآله سماه الصديق قال ولم يسم النبي عليا باسم يبينه (٢) به (٣).
وهذا قول جاهل بالسيرة أو معاند وكلا القسمين يمنعان ذا الدين أن يجاري أهل الفضل في ميادينه ويساميهم في براهينه إذ قد روى المحدثون من غيرنا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله بانه بكونه أمير المؤمنين (٤) ذكر أخي السعيد رضى
__________________
(١) ن : عليه.
(٢) في المصدر : ينسبه.
(٣) العثمانية : ١٢٢.
(٤) روى ابو نعيم الاصفهاني في حلية الاولياء ١ / ٦٣ بسنده عن انس قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] : يا انس اسكب لي وضوءا ثم قام فصلى ركعتين ثم قال : يا انس اول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال انس : قلت : اللهم اجعله رجلا من الانصار وكتمته اذ جاء علي فقال : من هذا يا انس؟ فقلت : علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه علي بوجهه قال علي : يا رسول الله لقد رايتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي من قبل قال وما يمنعني وانت تودي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي.
وروى الحديث بعين ما تقدم :
الخوارزمي في مناقبه : ٤٢ وكمال الدين الشافعي في مطالب السوول : ٢١ والحمويني في فرائد السمطين : ١ / ١٤٥ وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ٢ / ٢٥٩.
وفي تاريخ بغداد : ١٣ / ١٢٢ بسنده عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن اربعة فقام عمه العباس فقال له : فداك ابي وامي انت ومن؟ قال : اما انا فعلى دابة الله البراق ، واما اخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمي حمزة اسد الله واسد رسوله على ناقتي العضباء ، واخي