صارمه فلم يكن لهم فيه (١) حيلة (٢) جلاد ولا عزيمة مصاولة بل اكتنفوه بالحجارة واعتوروه بالمكاثرة فقتلوه ووقف معاوية عليه وقد بهره حاله وبلغ منه صياله فأنشد مشيرا إليه :
أخو الحرب إن
عضت به الحرب عضها |
|
وإن شمرت يوما
له الحرب شمرا |
كليث هزبر كان
يحمي ذماره |
|
رمته المنايا
قصدها فتفطرا |
ثم ألجأه سفهاء أتباعه إلى التحكيم وقهروه على أن يحكم أبا موسى الأشعري فأجابهم جواب المضطر ووافقهم موافقة المقهور.
ولا عار كم نجد
أسالت دماءه |
|
بعرض وكم عضب
فرته النوازل. |
وأما تعرضه ببنيه (٣) وانتزاع الرئاسة منهم وصرف الملك عنهم فليس مما يأخذه ناقد ولا يطعن به نبيه إذ كانت مؤاتاة (٤) الأغراض ليست عنوان الفخر ومداناة المحاب ليست تيجان الشرف ...
فكم في الأرض من
عبد هجين (٥) |
|
يقبل كفه حر
هجان (٦) |
__________________
مشي الجمال في حياض المنهل |
|
والله يقضي ما يشا ويفعل |
فلم يزل يقاتل حتى انتهى الى معاوية فاحاط به اهل الشام فقتلوه فلما رآه معاوية قال : والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلا عن رجالها وتمثل بقول همام :
اخو الحرب ان عضت به الحرب عضها
... وكانت صفين سنة سبع وثلاثين. انظر : اسد الغابة : ٣ / ١٢٤ والاصابة : ٢ / ٢٨٠ الجرح والتعديل : ٥ / ١٤ شرح ابن ابي الحديد : ٥ / ١٩٦.
(١) ق : له فيهم.
(٢) ق : جبلة.
(٣) ن : لبنيه.
(٤) ن : مواطاة.
(٥) هجين : لئيم.
(٦) هجان : كريم ، حسيب ( المنجد ).