والمها (١) والحمير الوحش والوعول (٢) والأيائل (٣) وغير ذلك من الوحوش وأصناف السباع من الأسد والضباع والذئاب والنمور وغيرها وضروب الهوام والحشرات ودواب الأرض وكذلك أسراب الطير من الغربان والقطاة والإوز والكراكي (٤) والحمام وسباع الطير جميعا وكلها لا يرى منها إذا ماتت إلا الواحد بعد الواحد يصيده قانص أو يفترسه سبع فإذا أحسوا بالموت كمنوا في مواضع خفية فيموتون فيها ولو لا ذلك لامتلأت الصحاري منها حتى تفسد رائحة الهواء وتحدث الأمراض والوباء
فانظر إلى هذا بالذي يخلص إليه الناس وعملوه بالتمثيل (٥) الأول الذي مثل لهم كيف جعل طبعا وإذكارا (٦) في البهائم وغيرها ليسلم
__________________
(١) المها : جمع مهاة وهي البقرة الوحشية.
(٢) الوعول جمع وعل وهو تيس الجبل له قرنان قويان منحنيان كسيفين أحدبين.
(٣) الايائل جمع أيل ـ بفتح فتشديد ـ حيوان من ذوات الظلف للذكور منه قرون منشعبة لا تجويف فيها ، أما الاناث فلا قرون لها.
(٤) الكراكى جمع كركى ـ بضم فسكون فكسر ـ طائر كبير أغبر اللون طويل العنق والرجلين أبتر الذنب قليل اللحم.
(٥) المراد بالتمثيل ما ذكره الله تعالى في قصة قابيل.
(٦) في الأصل المطبوع ادكارا بالدال المهملة ، ولكن الاذكار اوضح وهو من قولهم ذكر الشيء : حفظه في ذهنه.