على التقية وكذا ما ورد في حق امثاله من اجلاء الاصحاب ، بعد تحقق عدلهم وتواتر المدح لهم ... فقد روي عن عبد الله بن زرارة بن اعين انه قال له الامام أبو عبد الله : ( اقرأ والدك السلام وقل له : انما اعيبك دفاعا منى عنك ، فان الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدنا مكانه ، لادخال الاذى فيمن نحبه ونقربه ، فيذمونه لمحبتنا له ، وقربه ودنوه منا ، ويرون ادخال الأذى عليه وقتله ، ويحمدون كل من عبناه ، وان نحمد أمره. فانما اعيبك لانك رجل اشتهرت بنا وبميلك الينا ، وأنت في ذلك مذموم عند الناس ، غير محمود الاثر لمودتك منا وميلك الينا ، فاحببت ان أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دفع شرهم عنك .. الخ (١)
وهناك خبر أورده الكشي (٢) ويستشف منه ان المفضل كان يؤمن بامامة إسماعيل بن الصادق ، ولا صحة لهذا الخبر اطلاقا ، لأن المفضل كان علما في الدعوة الى الإمام الكاظم ، حتى دعيت الفرقة المتمسكة بامامة الكاظم والتي اتبعت المفضل في رأيه ـ دعيت هذه الفرقة بـ ( المفضلية ) نسبة إليه .. قال محمد بن عبد الكريم الشهرستاني المتوفى عام ٥٤٨ ه :
( الموسوية او المفضلية : فرقة واحدة قالت بامامة موسى بن جعفر نصا عليه بالاسم ، حيث قال الصادق ( سابعكم قائمكم ) .. ولما رأت الشيعة ان
__________________
(١) رجال الكشّيّ ص ٩١ ، وكتاب الوسائل ج ٣ ص ٥٨٤.
(٢) رجال الكشّيّ ص ٢٠٩ ، ورجال أبو علي ص ٣٠٨ ، ورجاك الأسترآبادي ص ٣٤٢.