على وجه الأرض فتسقيها وترويها ثم تفيض آخر ذلك إلى البحر فكما يرفع أحد جانبي السطح ويخفض الآخر لينحدر الماء عنه ولا يقوم عليه كذلك جعل مهب الشمال أرفع من مهب الجنوب لهذه العلة بعينها ولو لا ذلك لبقي الماء متحيرا على وجه الأرض فكان يمنع الناس من أعمالها ويقطع الطرق والمسالك ثم الماء لو لا كثرته وتدفقه في العيون والأودية والأنهار لضاق عما يحتاج إليه الناس لشربهم وشرب أنعامهم ومواشيهم وسقي زروعهم وأشجارهم وأصناف غلاتهم وشرب ما يرده من الوحوش والطير والسباع وتتقلب فيه الحيتان ودواب الماء وفيه منافع أخر أنت بها عارف وعن عظيم موقعها غافل فإنه (١) سوى الأمر الجليل المعروف من عظيم غنائه في إحياء جميع ما على الأرض من الحيوان والنبات يمزج الأشربة فتلذ وتطيب لشاربها وبه تنظف الأبدان والأمتعة من الدرن (٢) الذي يغشاها وبه يبل (٣) التراب فيصلح للأعمال وبه
__________________
ـ أيضا صارت العيون المتفجرة تجري هكذا من الشمال الى الجنوب .. ومن أجل ذلك حكموا بفوقية الشمال على الجنوب. ويظهر لك ممّا بينه الامام عليهالسلام انه لا ينافي كروية الأرض.
« من تعليقات البحار »
(١) الضمير راجع إلى الماء وهو اسم ان ويمزج خبرها. أي للماء سوى النفع الجليل المعروف وهو كونه سببا لحياة كل شيء ومنافع اخرى منها انه يمزج مع الاشربة.
(٢) الدرن ـ بفتحتين ـ هو الوسخ جمعه أدران.
(٣) بله الماء : نداه.