الصادق ، وانما هو للجاحظ ابى عثمان عمرو بن بحر بن محبوب البصري!. فقال ان رسالة التوحيد هذه : ( تمثل النهضة العلمية التي بدأت على عهد المأمون ، واثمرت في أيام الجاحظ وغيره من الفلاسفة والمتكلمين ، وذلك لورود الأسماء اليونانية فيه مثل « قوسيموس » (١) وغير ذلك ) .. وقد خفي على ذهن الدكتور الثاقب ان العرب لم يكونوا بمعزل عن الثقافات اليونانية المختلفة ، فقد اتصلوا بها منذ العصر الجاهلي حتى بزوغ فجر الإسلام ..
فهذا الحارث بن كلدة (٢) كان من ثقيف أهل الطائف ، رحل إلى أرض فارس ، وأخذ الطب من أهل تلكم الديار من جنديسابور وغيرها في الجاهلية ، وجاد في هذه الصناعة ، وطب بأرض فارس ، وعالج فيها كثيرا ، وشهد أهل تلكم الأرض ـ ممن رآه ـ بعلمه ، واشتهر طبه
__________________
(١) قال الإمام الصادق في تفسير هذه الكلمة : ( ان اسم هذا العالم بلسان اليونانية الجاري المعروف عندهم قوسموس وتفسيره الزينة وكذلك سمته الفلاسفة ومن ادعى الحكمة ) انظر توحيد المفضل ص ٨٩ ط الحيدريّة الأولى.
(٢) كلدة ( بكسر ففتحتين ) كما في فجر الإسلام ج ١ ص ١٩٠ ، وصورة ثانية ( بفتح فسكون فضم ) كما في مقدّمة ابن خلدون ص ٤٩٥ ط دار الكشّاف ، وصورة ثالثة ( بفتحات ثلاث ) كما في لسان العرب ج ٤ ص ٣٨٤ ، وتاج العروس ج ٢ ص ٤٨٦ ، وهذه الصورة أصح الصور وأرجحها.